حريات العالم العربي في تراجع





مزيد من القمع والتضييق على الحريات والمشهد نفسه يتكرر
في العالم العربي


تقرير للأمم المتحدة يقول ان بعض البلدان العربية وجدت
في هجمات سبتمبر
مبررا آخر لسن قوانين حدت من الحريات المدنية والسياسية

المدار العربي عمان -

اتهم التقرير الثاني للتنمية الانسانية العربية الذي نشر
في العاصمة
الاردنية الاثنين بعض الانظمة العربية باتخاذ اعتداءات
الحادي عشر من
ايلول/سبتمبر 2001 ذريعة لفرض قيود على الحريات المدنية
والسياسية.

وقال التقرير الذي اعده برنامج الامم المتحدة الانمائي
والصندوق العربي
للتنمية الاقتصادية والعربية "بعد احداث الحادي عشر من
ايلول/سبتمبر 2001
الدامية (..) اتخذ عدد من الدول اجراءات وسياسات بالغة
الصرامة في اطار ما
سمي الحرب على الارهاب" واضاف التقرير الذي اعده مفكرون
وجامعيون عرب
بالتعاون مع الامم المتحدة "لعل اوخم العواقب لاجراءات
التضييق على الحريات
(..) ان السلطة في بعض البلدان العربية وجدت مبررا اخر
لسن قوانين جديدة حدت
من الحريات المدنية والسياسية".
واكد التقرير ان الدول العربية "اتخذت تعريفا موسعا
للارهاب اتخذ تعبيرا
مؤسسيا على الصعيد العربي في الميثاق العربي لمكافحة
الارهاب" واضاف ان
"هذا الميثاق تعرض للنقد في دوائر حقوق الانسان العربية
والدولية باعتبار ان
مثل هذا التعريف الموسع يفتح الباب لاساءة الاستخدام من
قبيل السماح
بالرقابة" واشار التقرير الى ان هذا النهج "لا يحرم
صراحة الاحتجاز غير المبرر
او التعذيب كما انه لا يتيح سبيلا للاعتراض على قانونية
الاحتجاز ولا
يحترم الحرية الخاصة".
كما تطرق التقرير الى الوضع في الاراضي الفلسطينية
والعراق وقال التقرير
انه "منذ ايلول/سبتمبر 2000 وحتى نيسان/ابريل 2003 قتلت
قوات الاحتلال
الاسرائيلية 2405 مواطنا فلسطينيا وجرحت 41 الف مواطن
آخر. ومعظم من قتل (80%)
من المدنيين ونسبة كبيرة (20%) من الاطفال".
واكد التقرير على ضرورة "وضع حد لاحتلال العراق واستعادة
ثرواته اضافة الى
اقامة نظام حكم صالح يمثل جموع العراقيين تمثيلا سليما
يسهر على اعادة
بناء العراق من منظور التنمية الانسانية" واشار التقرير
الى "ان تحدي التنمية
متمثلا في تجاوز النواقص الثلاث في المعرفة والحرية
واوضاع النساء ما زال
جد خطير بل ربما ازداد التحدي خطورة خاصة في مضمار
الحريات بسبب التطورات"
لكنه لفت الى المفارقة بين هذا الوضع وبين "ما كان
للعلوم الفكرية العربية
من دور ريادي لا يضاهى (..) خصوصا في تعزيز النزعة
العقلانية في التفكير
الديني وسن مناهج في التحليل الرياضي وتأسيس التجريب
كنمط من انماط
البرهان" مشددا على ان الاسلام دين "يشجع العلم
والمعرفة".
وتحدث التقرير عن ان "السياسة والقوانين المتصلة بها في
العالم العربي
تتدخل بشكل مباشر او بقنوات غير مرئية في رسم الخطوط
الحمر للبحث العلمي"
وقال التقرير ان "السلطة السياسية في البلدان العربية
تعمل على تدعيم النمط
الذي ينسجم مع توجهاتها واهدافها وهي بالضرورة تحارب
الانماط المعرفية
المعارضة".
ويخلص التقرير الى ان "المعرفة تكاد ان تكون الفريضة
الغائبة في امة العرب
الان ومن اراد العزة لامة العرب في العصر الاتي فليسهم
مخلصا ومجتهدا في
اقامة مجتمع المعرفة في ربوع الوطن العربي كافة".