جمع الحسن مع السيئ¡ والقوي مع الضعيف¡ والصالح مع الفاسد¡ هل يغير من الطباع¿ ومن المستفيد¿ يقول جرير:
وابن اللبون إذا مالز في قرن
لم يستطع صولة البزل القناعيس
فهذا ضعيف ربط مع أقوياء فلم يزد قوة ولم يستطع صبراً ربما فقد حياته إن هاجت الجمال على بعضها رغم ما يتصف به الجمال من حنان.
ولكن هنالك حكمة عربية قديمة تقول: (اربط الحمار مع الفرس فإن لم يستفد من جريه استفاد من خلقه)¡ فكأن الحمار هنا سوف يستفيد من أخلاق الحصان¡ وهو أمر مشكوك فيه.. تحسين النسل أسهل بكثير من تحسين الطبع!
ولنا عبرة في قصة الأعرابية التي ربت ذئباً حديث الولادة لم يفتح عينيه بعد¡ وخلطته بشياهها وخصصت له شاة كثيرة الحليب يرضع منها¡ ويستظل بظلها¡ فلما تقوى وثب على أمه من الرضاع¡ والتي منحته الأمان والحنان فبقر بطنها¡ وأكل كبدها¡ وهرب وفي فمه أجزاء من لحمها.
إن تغيير الطباع الراسخة من أصعب الأمور¡ فالحمار يظل حماراً ولو تربى مع أرقى الخيول ولم ير في حياته قط أي حمير¡ والبقرة لو أدخلتها قصراً لذهبت إلى الزريبة فوراً¡ فطبعها لا يحتاج للمطبخ الراقي فضلاً عن الصالون الأنيق.
لا نريد أن نتشاءم فالبشر يختلفون عن الحمير والبقر¡ وقد فضلهم الله عز وجل على كثير من خلقه تفضيلاً¡ ومع ذلك وبنص القرآن العظيم فإن المفسدين أكثر من الصالحين (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (ولكن أكثر الناس لا يفقهون) (ولكن أكثر الناس لا يشكرون) (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) (ولكن أكثر الناس لا يعقلون)¡ إذن فالبعد عن المفسدين أسلم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...