«خذ لنفسك مذكرة صغيرة¡ واملأها بكل رغباتك¡ وأهدافك¡ وأحلامك¡ وتعرف من خلالها على نفسك وجوهر شخصيتك».
(روبن شارما)

لا بد أن المعتاد على زيارة المكتبات بحثاً عن الإصدارات الجديدة¡ يلاحظ أن تلك المكتبات تكتظ بمؤلفات كثيرة عن تطوير الذات¡ وهذه الكتب دوَّنها أصحاب تجارب عديدة مارسوها وتعمقوا في دراستها بالعمل والبحث في المشابه والمتماهي معها¡ فاحتوت على رسم خرائط طرق عدة لمن أراد أن يستفيد من بعضها¡ وليس شرطاً التطبيق وإنما محاولة الإفادة لمن أراد توجيها يمكن من خلاله أن يكون مثرياً¡ أو أكثر ثراء عندما يتمازج مع ما هو مكنون في الذات المتلقية¡ فالكل يسعى لكي يطور ذاته ويحسن من أدائه ككائن حي يشارك في الحياة بما يراه مفيدا للذات والآخر الذي هو حجر الزاوية التي يحصر فيها المفكر وصاحب التجربة جل اهتمامه لكي يبرهن على وجوده.
الكتب المتأتية من تجارب¡ وهي تكون في الغالب شبيهة بالسيرة الذاتية الفكرية المستمدة من المعارف والعمل على التطبيق عند من يريد أن يصل إلى هدف معين قد رسمه في خياله وعمل على سلوك الطرق التي توصل إليه¡ فلكل إنسان هدف مهما كانت مكانته أراد أم لم يرد ومن حقه في حياته أن يتوجه صوب ذلك بالطريقة التي يرى أنها هي الموصلة إليه.
يذهب المهتمون بتطوير الذات إلى أن الزمن يكفل للفرد بأن يكون مواكباً متى ما اتبع الإرشادات التي يقدمونها لكونها عصارة تجارب قيمة اطلعوا عليها ودرسوها بالممارسات المضافة من قبلهم كتجارب خاصة¡ والهدف هو خدمة الإنسان¡ وقد ساعدت هذه الأفكار الكثيرين¡ وأصبحت تتطور بتطور مستحدثات الزمن¡ وقد أورد (روبن شارما) في توجهه في كتابه عن تطوير الذات أن الخيال¡ والحلم¡ والتصور ماهي إلا تأملات في الحياة والكون وطريق التعايش المهم بين الذات والواقع بالتوجه إلى الهدف «فأغلب الناس لا يعرفون أنفسهم¡ فهم لم يكرسوا وقتا ليتعرفوا على نقاط ضعفهم وقوتهم¡ وآمالهم¡ وأحلامهم. فالصينيون يحددون الصورة بالشكل التالي: هناك ثلاث مرايا تمثل انعكاس المرء¡ أولها تعكس الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه¡ وثانيها تعكس الأسلوب الذي ينظر به الآخرون إليه¡ والأخيرة تعكس الحقيقة¡ فَتَعَرَّفْ على نفسك وتعَرَّفْ على الحقيقة».
الكراسة التي أوصى بها (كتاب الأحلام) مقسمة إلى أقسام بعدد الأهداف ذات الصلة وبالجوانب المختلفة لحياتك ثم يشير (ر-ش) «على سبيل المثال يمكنك أن تُكرِّس أقساما لأهدافك ذات الصلة باللياقة البدنية¡ وأهدافك المالية¡ وأهدافك للتمكين الشخصي¡ وأهداف علاقاتك¡ وأهدافك الاجتماعية¡ وربما كان أهمها أهدافك الروحانية».
ولما هو مدون بالكتاب الذي دعوته بكتاب الأحلام يمكنك أن تسلك الطرق السليمة التي تحصلت عليها من تجاربك القرائية¡ ومحاولة تطبيقها حسب إمكاناتك وربما أضفت ما هو مثر لها¡ وحذفت ما لم ترغب فيه¡ وهذا يجيء نتيجة التزامك وإصرارك وسعة خيالك الذي استوعب فرسم الخارطة بكل مسالكها التي توصلك إلى النقاط المهمة في حياتك¡ فالإنسان موكول إليه أن يعمل¡ ويتعلم¡ ويعلم¡ برسم علامات تؤكد أن الطريق الى البرهنة على الحياة من هنا نتيجة خبرة¡ والهدف إفادة المحتاج¡ والإنسان بطبعه مقبل على ممارسة حياته بما يرى أنه السلوك السليم والعمل النافع.




إضغط هنا لقراءة المزيد...