قال ابن الأثير وهو عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي 555-630هـ: "بلغني أن سبب الكنى في العرب كان: أن ملكا من ملوكهم الأول ولد له ولد توسم فيه أمارات النجابة فشغف به¡ فلما نشأ وترعرع وصلح لأن يؤدب أدب الملوك¡ أحب أن يفرد له موضعا بعيدا من العمارة يكون فيه مقيما يتخلق أخلاق مؤدبيه¡ ولا يعاشر من يضيع عليه بعض زمانه¡ فبنى له في البرية منزلا ونقله إليه¡ ورتب له من يؤدبه بأنواع الآداب العلمية والملكية¡ وأقام له ما يحتاج من أمر دنياه¡ ثم أضاف إليه من هو من أقرانه وأضرابه من أولاد بني عمه وأمرائه ليواسوه ويتأدبوا بآدابه بموافقتهم له عليه¡ وكان الملك على رأس كل سنة يمضي إلى ولده ويستصحب معه من أصحابه من له عند ولده ولد¡ ليبصروا أولادهم¡ فكانوا معه إذا وصلوا إليهم سأل ابن الملك عن أولئك الذين جاؤوا مع أبيه ليعرفهم بأعيانهم¡ فيقال له: هذا أبو فلان¡ وهذا أبو فلان¡ يعنون آباء الصبيان الذين هم عنده¡ فكان يعرفهم بإضافتهم إلى أبنائهم¡ فمن هنالك ظهرت الكنى في العرب¿ ثم انتشرت حتى صاروا يكنون كل إنسان باسم ابنه".
سليمان كنيته بو داوود¡ الأكثرية ترى أن الاسم يرجع إلى سليمان ابن داوود عليهما السلام.. إبراهيم كنيته بو خليل¡ المرجّح أنه يرجع الاسم إلى النبي إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.. يوسف كنيته بويعقوب¡ يرجع في رأي البعض الاسم إلى يوسف ابن يعقوب عليهما السلام.. حمد كنيته بوشهاب¡ لا أحد يجزم لكن هناك من رأى أن الكنية جاءت من شهاب الدين أحمد بن ماجد (البحار).. سالم كنيته بوغنيم¡ يظن البعض إلى عودة شخص من السفر أو الحرب بالسلامه والغنيمة.
وراجت كلمة (أبو سعود) لمن اسمهم عبدالعزيز¡ لبعض الوقت عندنا وبالذات في منطقة نجد¡ ومازالت عند البعض. وعند أهلنا في الحجاز لا يعرف الناس كنية أبو سعود¡ وتشتهر عندهم جملة بديلة وهي كنية (أبو عزّى).. مثلما اشتهرت عندهم كنية (الوجيه) لعبدالرحمن¡ ولا تُستعمل في نجد. والكنية الأخيرة -الوجيه- جاري البحث عن أساسها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...