القيادة فن صناعة المستقبل ومعالجة مشكلات الحاضر بخبرة وقرار لا تطالب بتقديم التنازلات بدون اعتبارات لوجود المكاسب¡ الشباب هم المستقبل والاهتمام بهم تعليماً وتربية شرط أساسي للتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل¡ فمطالبتهم بتقديم تنازلات تخص أهدافهم المستقبلية¡ بدون ان يملكوا أي شيء من وسائل الوصول للمستقبل فذاك تنظير يحتاج معالجة¡ فالواقع العلمي للشباب محدد بخيارات محددة: الجامعات والتعليم المهني أو توجه لسوق العمل بدون تعليم او خبرة وابحث عن نصيبك ربما تصيب أو تخيب.
فالمسؤول الذي لا يصنع الفرص الجديدة¡ يكون كل عمله المحافظة على الفرص الموجودة¡ وليس السعي لتقليصها¡ فالندرة في الوظائف يجب ألا يصاحبها ندرة في فرص التعليم¡ الطالب السعودي يلتحق بالجامعات لأجل الحصول على وظيفة¡ وقبوله في التعليم الجامعي يخضع لشروط فيها ما يتعلق به وأكثرها يتعلق بنظام التعليم¡ فالشهادة الجامعية بالنسبة للطالب رخصة للحصول على عمل¡ بغض النظر عن مدى توافق التخصص العلمي مع طبيعة الوظيفة¡ فالكثير من الوظائف يشغلها عاملون ليس لهم علاقة بمجال تخصصهم¡ هذه تجربتنا مع سوق العمل¡ هل المسؤول عن ذلك الجامعات أم الطالب¿
الطالب يبحث عن فرصة عمل أو تخصص علمي يضمن الوظيفة¡ الكليات العسكرية هي المجال الذي يشهد اقبالاً كبيراً من الطلاب لأنها تضمن التعيين بعد التخرج¡ فالإقبال عليها يتعدى إمكانية استيعابها بعشرات المرات¡ وأفضل الطلاب وأذكاهم تكون الكليات العسكرية أولوية لهم لضمان التعيين¡ فالحديث عن تقليص نسبة القبول في الجامعات الى 50% الذي جاء على لسان وزير العمل والتنمية الاجتماعية¡ يحتاج التوقف أمامه¡ وخاصة أنه جاء من مسؤول أشرف على التعليم المهني لفترة تصل إلى 15 عاماً¡ وهذه التجربة الطويلة تجعل توجهاته محل تقدير واعتبار¡ فإن أردنا أن نقلص عدد الطلاب في الجامعات علينا أن نوجد معاهد مهنية وفنية تكون مثل الكليات العسكرية أي ضمان التعيين¡ وإن أوجدنا ذلك سوف يتقلص عدد المقبلوين في الجامعات بدون إصدار قرار لتخفيض نسبهم¡ فالطالب كل ما يبحث عنه وظيفة¡ فمتى ما وجد المكان الذي يوفر له العمل توجه إليه¡ فالشباب واقعي جداً وحريص على الحصول على فرص تمكنه من العيش في هذه الحياة المتقلبة¡ فالأجدى ونحن في عهد جديد في وزارة العمل أن نعرف قوة المعاهد الفنية لدينا لمعالجة القصور الذي يعتريها وتنمية إيجابياتها¡ فليس من المعقول أن نطالب الشباب بتقديم تنازلات بدون أن يكون لهم خيار غير أن يتنازلوا عن حقهم في التعليم¡ ليكونوا هم أنفسهم المعهد الذي يدرب مثل تجربة أصحاب العربات المتنقلة¡ وهم المسؤول الذي يقرر من أين يبدأ ومتى.. أصنعوا معاهد حقيقية للتوظيف وسوف يتوجه لكم الشباب ويتركون الجامعات بدون تصريحات تستفز وربما تفسر بشيء لا يضعها في مكانها الصحيح..




إضغط هنا لقراءة المزيد...