يرى الشاعر المعروف نايف صقر أن الشاعر يصبح بعد كتابة 400 قصيدة أو أكثر خلال تجربته مضطراً للتوقف والغياب¡ أو الاكتفاء بكتابة قصيدة أو قصيدتين في فترات متباعدة زمنياً¡ وذكر في حوار معه بأن هذا أمر طبيعي لأن الشاعر يكون قد كتب في جميع المواضيع واستهلك معظم الأفكار التي تدور في رأسه على مدى سنوات¡ مما يُصعب من عملية إبداع الجديد لديه¡ خلافاً للشاعر المبتدئ الذي يكتب باستمرار نظراً لأن كل موضوع أو كل فكرة يكتب عنها تعد فكرة جديدة بالنسبة له. هذا الرأي رأي جميل يُعبّر عن حقيقة يتجاهل كثير من الشعراء الذين عاشوا العصر الذهبي للإعلام الشعبي ذكرها¡ ففي معظم الحوارات يعزو أولئك الشعراء غيابهم لأسباب تتعلق بوضع ساحة الشعر¡ فيتحدثون عن الفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي وضعف الإعلام التقليدي¡ وعن تراجع مستوى الشعر وكثرة أعداد الشعراء¡ لكنهم لا يتحدثون أبداً عن هذه الحقيقة خوفاً من تفسيرها بأنهم وصلوا لمرحلة من الإفلاس الشعري.
سؤال المتابعين للشاعر: هل من جديد¿ قد يكون سؤالاً مؤرقاً للشاعر حين يصل للمرحلة التي لا يمتلك فيها أي جديد يقتنع به ويرى فيه تجاوزاً لقصائده السابقة¡ لكن من المهم أن نعي بأن مرور المبدع بفترات ركود - تشابه الركود الاقتصادي - أمر حتمي¡ فكل مبدع تمر به أوقات يشعر فيها بكلل القريحة وبأن إبداع شيء جديد يماثل في صعوبته "خلع الضرس" كما قال الفرزدق. كثير من الشعراء يدركون هذه الحقيقة¡ لكنهم يختلفون في امتلاك الشجاعة للاعتراف بمرورهم بهذه الحالة كما يختلفون في تعاملهم معها.
خوف الشاعر من الغياب ومن نسيان الناس له يرغمه على الحضور العادي¡ أو محاولة إثبات الحضور بالظهور في لقاء إعلامي أو في أمسية شعرية¡ أو بإصدار ديوان شعري كما يفعل كثير من الشعراء في هذه المرحلة¡ لكن هذه الحضور قد يكون له نتائج عكسية إذا لم يكن في مستوى تطلع المتلقين ولم يقدم الشاعر الجديد المختلف الذي يستحق به كسب الإعجاب والإشادة.
أخيراً يقول رشيد الدهام:
حبيبي وأنت في غاية زعلك وثورتك مَ أحلاك
تباهى بالزعل مدري هو اللي فيك متباهي
ولا أحلى من زعلك بكل هالدنيا ياكود رضاك
ولا أحلى من خطاك إلا ارتعاشة عذرك الواهي
ولا أحدٍ يشبهك عندي سواك ولا حدٍ يسواك
وأنا في حبك أفرق حتى أنا ماني من أشباهي




إضغط هنا لقراءة المزيد...