الاتفاق الذي استطاعت روسيا أن تتوصل إليه مع تركيا وإيران لوقف إطلاق النار في سورية تمهيداً لعقد جولة مباحثات جديدة في العاصمة الكازاخية أستانة يعتبر اتفاقاً جيداً من حيث المبدأ¡ فوقف النار مهم جداً للبدء في عملية سياسية نتوقع أن تكون طويلة ومعقدة للبون الشاسع بين طرفي النزاع المعارضة والنظام.
الجيش الحر وهو أحد الأعمدة الرئيسية في تشكيل المعارضة يريد أن تكون مفاوضات أستانة منسجمة مع محادثات جنيف التي لم يتم خلالها إلى أي اتفاق ملزم من الممكن البناء عليه أو حتى الانطلاق باتجاه حل يؤدي إلى حلحلة الوضع شديد التأزم¡ والنظام يرفض نقاش تنحية الأسد ولا يريد الحديث في في منطقة تعتبر جوهرية في الخلاف بين طرفي المعادلة.
وفي أي مفاوضات يجب أن تكون هناك أرضية مشتركة تجمع المتفاوضين حتى يستطيعوا بدء مفاوضات حقيقية تفضي إلى نتائج¡ وفي الحالة السورية لا نرى تلك الأرضية عطفاً على تباعد المواقف واختلاف الرؤى¡ الأرضية التي من الممكن أن تكون هي الضغوط على طرفي النزاع من خلال تركيا وإيران وستلعب روسيا دور الحكم الذي بيده القرار النهائي¡ أو لنقل الضغوط النهائية على أي من الطرفين حتى يتم الوصول الى نتائج من الممكن تطبيقها على الأرض¡ والكل يعرف أن روسيا منخرطة في الأزمة السورية أكثر من أي دولة أخرى¡ وهي منحازة بكل وضوح إلى جانب النظام¡ الذي لولاها لما كان له وجود اليوم¡ إذا الرهان سيكون على حيادية موسكو عند انطلاق عملية التفاوض وخلالها وبعد انتهائها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...