في صالات السينما¡ وحتى قبل أن يبدأ عرض فيلم "الأكشن"¡ نحن مستعدون للإيمان ببطله¡ نصدقه قبل أن يتحدث¡ ونعرف جيدا أنه سينتصر¡ مهما كانت الصعوبات والعراقيل¡ لنحبه.. لأنه - باختصار - يشبه ما نريده بدواخلنا¡ القوة والإرادة والفوز¡ الشخص الذي يواجه الظلام¡ ويرسي قواعد العدل.
في تلك الأفلام¡ يقوم الأبطال مرات عديدة بتمثيل أدوارهم¡ المبنية على رؤية واضحة منذ البداية¡ وحتى انتهاء مساحة المشهد¡ في ظروف مكيفة لهم¡ وتعمل تحت إمرتهم¡ ومهما كان الأمر¡ فهم يعرفون أنهم لن يصابوا بسوء¡ وفي الوقت نفسه¡ نعلم أن هذه الأدوار مزيفة¡ ومع هذا نصدقها¡ ونتفاعل معها¡ بل إنها تستولي على مشاعرنا.. أحيانا!
تخيل أن كل ما سبق يحدث لك¡ تواجه الموت¡ ولكن النسخة الحقيقية منه¡ وليست لديك سوى محاولة واحدة لتنجو¡ ولا توجد حولك أو معك أي من عوامل تكييف الظروف¡ وعمر المشهد مجهول¡ ولا مَخرج أو مُخرج¡ وكل اللقطة معتمدة بالكامل على بسالتك وشجاعتك.. أنت في مواجهة مباشرة مع المجرمين¡ ومصيرك. كل هذا مخيف¡ حتى بمجرد التخيل¡ فكيف بالحدوث! فما بالك لو تخيلت أن هذا الضرر سيتجاوزك لمجتمع كامل¡ فيما لو لم تتصدَّ له.. لو لم تكن البطل الذي يقف في وجهه¡ وينهي مسلسل التدفق.
هكذا كان جبران¡ جبران العواجي¡ قرر أن يكون بطلا¡ أمام مبادئه وقناعاته وذاته¡ أولا¡ وأمام العالم¡ العالم كله¡ من بعد¡ أن يقدم بقلب أسد¡ لا يخاف¡ همه الأوحد أن يوقف الإرهاب¡ ويحمي المدنيين¡ أن يحقق وعوده عندما أقسم¡ أن يكون وفيا لوطنه.. كان يسير باتجاه الموت¡ تحميه شجاعته¡ لا يعلم إذا ما كان هناك فتاة تراقبه بعدستها وتبكي¡ وتنظر له كصمام أمان¡ وليس له أدنى فكرة عما ستنتهي عليه اللحظة¡ ماذا ينتظره¿ وما سيواجه. كان مؤمنا¡ بنفسه قبل كل شيء.
لدينا نسخ كثيرة من جبران¡ نعرف بعضهم¡ ويعرفوننا جيدا¡ يعرفون كيف يحمون الوطن.. يدركون واجبهم¡ يبذلون الكثير¡ الكثير جدا¡ منذ عقود¡ ولا يزالون. همهم الأوحد أن نكون آمنين¡ أن يموت الخوف¡ ألا يكون هناك صوت إلا صوت الأمن. قد لا تكون العدسات وصلتهم¡ ولكن عملهم الكبير معروف¡ ومقدر¡ وله كل الحب والامتنان¡ منا جميعا.. بمثلهم نفخر ونفاخر¡ ونراهن على الوطن.
الأهم¡ من كل هذا¡ وعندما تراقب ما يحدث في العالم¡ وتقارنه بالأعمال الاستباقية لأبطال أمننا¡ يجب أن تسأل: لمَ يصر أصحاب الأجندة الخاصة على ترويج الشائعات¡ بأن لدينا اختراقات أمنية¿! فتش عن المستفيد دوما.. والسلام.




إضغط هنا لقراءة المزيد...