الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها المملكة مؤخراً ليست جديدة¡ ولن تكون الأخيرة¡ ولكن النزال معها مستمر ويطول¡ حيث هناك دول ومنظمات مهمتها اختراق الأمن المعلوماتي للمملكة¡ وتدمير البنية التحتية للملفات والخوادم والشبكات¡ إلى جانب تشفير البيانات وسرقتها¡ من خلال فايروسات أو برمجيات خبيثة¡ أو رسائل احتيال¡ أو هجمات تصيّد المعلومات الخاصة¡ أو تعطيل الخدمات.
لن أتحدث فنياً عن هذا الموضوع رغم أهمية هذا الجانب¡ ولكن سوف أتحدث عن البعد السياسي والأمني لهذه الهجمات¡ ومن يقف خلفها¡ وأجنداته ومصالحه في هذا التوقيت.
قبل عدة أشهر كان ولي العهد الأمير محمد بن نايف يترأس اجتماعاً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية¡ واستعرض تقارير مهمة عن الأمن الإلكتروني¡ واتخذ توصيات وقرارات عاجلة من بينها التنسيق بين الجهات المختصة وبسرية عمل تامة¡ وهذا مؤشر على أن الدولة واعية منذ وقت مبكر لخطر تلك الهجمات على مصالحها وأمنها الوطني والاقتصادي¡ وزاد ذلك الاهتمام بعد هجمات أرامكو العام 2012¡ وتعاظم بعد المواقف السياسية والنجاحات الأمنية للمملكة ضد المشروع الإيراني في المنطقة.
الحرب على المملكة لن تكون تقليدية¡ ولكنها متعددة الجبهات¡ والأهداف¡ والأطراف أيضاً¡ ومن تلك الحروب الإرهاب¡ والمخدرات¡ والطائفية¡ والاختراق الإيديولوجي¡ ونشر الشائعات¡ وكذلك الهجمات الإلكترونية على مواقع حساسة لديها معلومات أمنية¡ أو منتجات ذات عوائد اقتصادية على الوطن¡ وبالتالي هي حرب شاملة¡ ولا يمكن أن نستثني جانبا أو نقلل من آخرº لأن النتائج متراكمة لهدف واحد هو النيل من المملكة أرضاً وإنساناً وتنمية.
السؤال من يقف خلف تلك الحرب غير التقليدية حتى نعرف على الأقل مصدر تلك الفايروسات¿¡ والجواب حتماً ليس إيران بمفردها¡ وإنما هناك من هو أكبر من إيران له أهداف في هذه الحرب¡ ويتحالف معها ومع غيرها للوصول إلى أهداف وغايات وتسويات سياسية في المنطقة¡ ولهذا يجب أن لا نعطي إيران حجماً هي أقل منه¡ وأضعف من أن تؤديه¡ وأجبن من أن تواجهه.
قدر المملكة أن تكون كبيرة¡ ومؤثرة¡ وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي¡ وهذه المميزات مكلفة¡ ولها تبعات¡ ومصالح¡ وأيضاً أعداءº وبالتالي علينا أن نواجه المشكلة على أنها ليست هجمات إلكترونية¡ وإنما جزء من الحرب على المملكة¡ وهذه النظرة البعيدة تقودنا إلى خيوط أبعد ونظرة أوسع وصولاً إلى الفايروس أو الفايروسات التي تريد النيل من وطننا¡ وتحقيق أهدافها التوسعية¡ وأطماعها وأحلامها الإمبراطورية¡ هذه الفيروسات هي من يجب التصدي لها¡ وليس فقط "فايروس شمعون2" أو "فايروس الفدية".. دمت بخير يا وطني.




إضغط هنا لقراءة المزيد...