كُتب خلال الفترة الماضية كثير من الآراء التي ترفض فن "الشيلات" جملة وتفصيلا¡ من بينها على سبيل المثال رأي الشاعر المعروف فهد عافت الذي قال فيه: "ليغضب من يغضب¡ أكره الشيلات لأنها ضد الموسيقى¡ لأنها عشق جبان للأغنية¡ ولا أفهم كيف يمكن لشاعر أن يكون ضد الموسيقى¡ الموسيقى سيدة الفنون"
من حق فهد عافت¡ ومن حق أي شخص أن يكره ما يشاء وأن يعشق ما يشاء¡ ولكن أعتقد أن الجمال يوجد في الشيلات مثلما يوجد في الأغاني والموسيقى¡ ومثلما يوجد أيضاً في أشياء كثيرة في هذه الحياة. وأظن أنّ من الأشياء السيئة التي ارتبطت بطفرة الشيلات وجعلت كثيراً من الأشخاص - ربما يكون عافت أحدهم- يتخذون منها موقفاً متحفظاً¡ أو رافضاً¡ الحديث عن الشيلات بوصفها بديلاً أفضل للأغنية¡ مع أن حب الشيلات والاستماع لها لا يعني بالضرورة رفض الأغنية أو العشق الجبان لها كما ذكر الأستاذ فهد عافت¡ وقد تابع الجميع لقاء فنان العرب محمد عبده الذي تحدّث فيه بوعي عن فن الشيلات¡ وصرّح فيه بأنه يستمع للشيلات ويعجب بالجميل منها.
التطرّف في الكُره أو العشق سلوك خاطئ ومرفوض لاسيما حين يصدر من شخص على درجة عالية من الثقافة والوعي¡ والأجدر بنا أن نكون أكثر إنصافاً وأن نرفض القبح وندعو للجمال في الشيلات أو في غيرها¡ ومن الجيد أن نُشاهد بعض الجهود العملية على أرض الواقع في سبيل مكافحة قبح الشيلات وتعزيز الجمال فيها¡ لعل أوضح تلك الجهود سعي الشركات الفنية الكبرى لإنتاج أعمال المنشدين المبدعين¡ وهذه خطوة رائعة وكفيلة باستمرار المبدعين وانقراض الدخلاء على هذا الفن من أصحاب المصالح الوقتية والأصوات المنكرة.
من الجهود الرائعة أيضاً ما تقوم به بعض الجهات من محاولات جادة لتعديل مسار هذا الفن والارتقاء به¡ كما فعلت إدارة مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل¡ والتي فرضت على المشاركين - بالتعاون مع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع - الالتزام بضوابط وشروط محدّدة عند إنتاج وتنفيذ الشيلات - وهذه الخطوة أيضاً سيكون لها أثرا في المحافظة على جمال هذا الفن والحد من الفوضى والأعمال السيئة التي تُسمى شيلات وهي مجرد صراخ مشحون بالتعصب والعنصرية.
الشيلات باختصار: فن ينطبق عليه ما ينطبق على الشعر حين قيل عنه: "حسنه حسن وقبيحه قبيح"¡ فالشيلات أيضاً: "حسنها حسن وقبيحها قبيح"¡ لذلك أتمنى أن يكون هناك مزيد من الجهود من الأفراد ومن القنوات الإعلامية وشركات الإنتاج للمحافظة على جمال فن "الشيلات"¡ ومحاربة القبح الذي قد يشوه من جماله ويساهم في صرف الناس عنه¡ أو يدفعهم لاتخاذ موقف سلبي منه.




إضغط هنا لقراءة المزيد...