"إن الحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية وتراثنا وثقافتنا وأصالتنا من أوجب واجباتنا¡ ومكانة كل أمة تقاس بمقدار اعتزازها بقيمها وهويتها¡ وهذا هو النهج الذي سار عليه قادة هذه البلاد المباركة بالاحتفاء بالعلم والعلماء". بتلك الكلمات حث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مفكري العالمين العربي والإسلامي الحاضرين للجنادرية 31 على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية التي تميزنا عن غيرنا من الأمم والتي نعتز بانتمائنا لها¡ ذلك الاعتزاز الذي نحمله بين جنباتنا يجب أن لا يقتصر على الفكر دون الممارسة¡ فليس من المنطق أن نفكر بشكل ونتصرف بشكل آخر يكون بعيداً كل البعد عن الممارسة الواقعية.
نحن كأمتين عربية وإسلامية نملك من الفكر الحضاري والتراث الثقافي مخزوناً لا ينضب ويجب أن يتم تعزيزه من خلال التمسك بالقيم الأخلاقية التي حثنا ديننا الإسلامي السمح على جعلها ممارسات تعكس مدى رقي المنتمي لهذا الدين تطبيقاً لتعاليمه التي تصقل الروح الإنسانية وتشذب شوائبها.
لا نستطيع القول إن الهوية العربية والإسلامية لازالت موجودة بكل ذلك الزخم التي كانت عليه¡ ولكن نستطيع القول إن هناك تغيرات طرأت عليها وحادت بها عن مسارها بدخول ثقافات أخرى عليها تأثرت بها ولم تؤثر فيها¡ ما يعني أننا أصبحنا متلقين للثقافات الأخرى دون أن نصدر ثقافتنا كما فعلنا في الماضي¡ وهذا يعني أننا لم نعد كما كنا بل تراجعنا إلى مراتب متأخرة في التأثير الحضاري الثقافي¡ ولم نعد نملك الأدوات التي تؤهلنا أن نكون مؤثرين في باقي ثقافات العالم رغم كل الإرث الذي نملك¡ ولا يجب علينا أن نلوم غيرنا بل علينا لوم أنفسنا لأننا انبهرنا بالثقافات الأخرى وأصبحنا مقلدين لا مبتكرين.
الجيد في الأمر أننا لم نفقد الفرصة بعد في أن نعود كما كنا في التأثير¡ وهذا لن يكون حتى نستوعب تماماً أن هويتنا العربية الإسلامية هي أساس وجودنا ومكانتنا بين الأمم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...