حين طرحت وشرحت من خلال حسابي بسناب شات¡ وأيضا مقالي هنا الأسبوع الماضي¡ وأوضحت عن "آلية" طرح أو تخصيص أرامكو المتوقع¡ وأنها ليست عملية "بيع"¡ لا أفهم سر "إصرار" البعض على مصطلح "بيع أرامكو"¡ وهي مالم يذكر نهائيا ويستمر البعض بهذا الاتجاه لمجرد أنها نغمة تسوق بوسائل التواصل لا أكثر¡ ولا يمكن من الأساس أن تتم كمبادئ اقتصادية لمن يدرك ويعرف معنى "تخصيص جزئي"¡ لنضرب مثلا بسيطاً لكي يفهم "الجمهور" أو من يقرأ ما يردد بدون معرفة "بعمق" لمعنى خصخصة¡ وأشدد على كلمة ترديد عبارة "بيع أرامكو" من قال إنها عملية بيع¿ فحين تطرح أسهم أرامكو¡ فأي أرامكو ستطرح وهي أصبحت متنوعة النشاط¡ وهي تملك امتياز النفط من الدولة وملكية النفط للدولة¡ فحين يكون الاحتياطي المؤكد اليوم من البترول 260 مليار برميل من النفط¡ وهو لا يتناقص بأي حال لاستمرار الاكتشافات¡ فكم قيمة 260 مليار من النفط¿ فهل هناك سيولة في العالم تملك قيمة ذلك اليوم¿ ثم حين تطرح أرامكو بالسوق وتمتلك أسهمها¡ وهي أسهم لن تكون لها أي أثر في "القرار" في مستقبل أرامكو أو تغيير في سياستها على الأقل¡ فحين تملك هذه الأسهم ورغبت بالبيع¡ فهل أنت "المستثمر" ستأخذ مقابله من البورصة من مشترٍ آخر أو ستحصل على براميل نفط¿ كما هي سابك اليوم تستطيع شراء أي أسهم من السوق وحين تبيعها تحصل على مال وليس منتج الـ"يوريا" أو منتجات كيماوية أخرى¡ فهي ورقة مالية تسمى أسهم وحصة.
والسؤال اليوم¡ ما هي أعمال أرامكو¿ تنقيب¡ وإنتاج¡ وتكرير¡ وتوزيع¡ وشحن¡ وتسويق¡ ومنتجاتها هي النفط والغاز والبتروكيماويات¡ فعن أي تخصيص وخصخصة نتحدث لشركة أرامكو¿! وشرحت بالمقال السابق الأبعاد المالية والدولية لذلك ومقارنة مع خصخصة سابك والاتصالات والبنك الأهلي ومعادن¡ حتى وإن كان النفط وهو استثمار خارجي¡ فحتى الأسهم المحلية يمكن للمستثمر الأجنبي النفاذ للسوق من خلال آليات معروفة ومعلنة¡ فلا شيء سيحجبه¡ بل لنكن واقعيين نحن بحاجة للاستثمار الأجنبي ليضخ سيولة جديدة في شرايين الاقتصاد¡ لكي يزيد من زخم السوق وفاعليته وقوته¡ وهي ممارسة تتم من كل دول العالم المتقدمة بتشجيع الاستثمار الأجنبي.
أرامكو ليست للبيع¡ هي خصخصة جزئية معروفة الأبعاد والرؤية¡ إلا لمن يصر على تصور "البيع" لمجرد مزيد من الإثارة والجماهيرية بلا واقع أو حقيقة تدعمها¡ والزمن سيوضح ذلك في وقتها.. فما عذرهم وقتها¿!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...