هل وجود مدير أجنبي في شركة وطنية شيء سيء أم مؤشر تميز¿ بين المؤيدين والمعارضين تناقش مقالة اليوم إجابة السؤال: كيف ينجح المدير الأجنبي¿
بداية¡ يجب التسليم بأن مهمة المدير الأجنبي تظل صعبة مهما بلغ من نباهة وكفاءة. وهذا ما حصل لشركة نيسان اليابانية والتي كانت تعاني من خسائر وديون بلغت 22 مليار دولار أميركي مما حدا بصانعي القرار لتكليف (كارلوس غصن) الفرنسي البرازيلي من أصول لبنانية لتولي إدارة نيسان عام 1999م. بدأ الرجل عمله بطريقة مختلفة تماماً عما اعتاد عليه اليابانيون حيث بادر بإغلاق مصانع لا تحقق أرباحاً وقام بفصل أعداد كبيرة من الموظفين اليابانيين وألغى النظام الياباني التقليدي بالترقية والعلاوات حسب السن والأقدمية واعتمدها حسب الإنتاجية. وكسر غصن التقاليد اليابانية ونشر على الملأ أرقام الشركة وخسائرها سعياً للشفافية وعمل على استقطاب الاستثمارات للشركة من خارج اليابان ونجح في إنتاج نماذج جديدة ومتنوعة من السيارت الجديدة.
كيف كانت ردة الفعل في اليابان¿ واجه الرجل انتقادات كبيرة في المجتمع والإعلام بأنه عديم الإنسانية وأنه لا يفهم اليابانيين وأن استقطابه كان أسوأ قرار في تاريخ الشركة..
ولكن¡ كيف كانت النتائج¿ استطاع غصن في سنة واحدة أن يحقق نتائج باهرة فاستعادت نيسان مكانتها وحصصها السوقية وبدأت في تحقيق أرباح كبيرة مما جعل تجربة كارلوس غصن قصة نجاح تروى عن المديرين الأجانب. وبطبيعة الحال أسهمت هذه الأرقام في التوسع لاحقاً في توظيف اليابانيين في المصانع والمكاتب الخاصة بشركة نيسان.
ولعل هذا يقودنا إلى سؤال ذي علاقة وهو: ما الفرق بين كارلوس غصن والمديرين الأجانب الذين لا تتقبلهم المجتمعات¿ أرى أن من أهم الأسباب هو عدم توضيح رؤية المؤسسة للموظفين المواطنين وعدم تحقيق النتائج الملموسة. فعندما يشعر الموظف المواطن أن المدير الأجنبي يقدم على فصله أو إلغاء مزاياه بغرض التوفير وقطع التكاليف فقط فسيشعر بالظلم. ويزداد هذا الشعور عندما تفرض مؤسسات مكافآت بنسبة مئوية للمدير الذي يوفر تكاليف على حساب المواطنين.
ويجب التأكيد هنا أن نجاح المدير الأجنبي أو المدير الوطني ليس هدفاً بحد ذاته بل الهدف هو نجاح المؤسسة الوطنية وذلك لا يكون بدون تقدير المواطن الذي يجب أن تكون له الأولوية ومن بعد ذلك تأتي المناهج الإدارية والحلول الابتكارية.
وباختصار¡ لا للعنصرية ضد المواطن وضد الأجانب. وأهلاً باستقطاب الكفاءات العالمية طالما أسهمت في نمو الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للمواطنين وتمكينهم ونجاحهم!




إضغط هنا لقراءة المزيد...