يحسب للدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام توجيهه بتشغيل مسرح التلفزيون الذي غاب عن الحياة لما يقارب الثلث قرن¡ وتكليف الفنان عبد الإله السناني بالاشراف عليه وتفعيله¡ وبالفعل بدأ العمل بتهيئته وكانت البداية جميلة عندما عُرضت عليه مسرحية "تشابك" التي حصدت ثلاث جوائز ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي¡ كأفضل عمل متكامل وأفضل ديكور وأفضل تأليف مسرحي¡ وهي من تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج الفنان أحمد الأحمري.
كل من حضر العرض المسرحي الذي اقيم في اليوم العالمي للمسرح خرج بانطباع جميل عنه¡ وتساؤل عن قاعة مسرح التلفزيون¡ لماذا الغياب¿ وأعتقد أن الإجابة صعبة جداً¡ ولكن المهم أن هذه القاعة ووفق رؤية القائمين عليها الآن سيكون لها فعل ثقافي وفني في المستقبل.
عندما نشر خبر تكليف الفنان السناني تناولت بعض الصحف أهمية عودة مسرح التلفزيون¡ ولربما أن مسمى مسرح التلفزيون ارتبط بالحفلات الغنائية التي أقيمت مع بدايات البث التلفزيوني¡ والتي كانت تعرض تباعاً بمشاركة كبار الفنانين بمصاحبة فرقة التلفزيون. شيء جميل أن تسعى هيئة الإذاعة والتلفزيون لإقامة تلك الحفلات بمشاركة الجيل الجديد¡ ولكن مسرح التلفزيون أشمل وأكبر¡ وأعتقد أن المشرفين على المسرح يعون ذلك¡ فقديماً كانت تقام عليه المسابقات الثقافية المشهورة¡ بحضور جمهور كبير¡ توقفت تلك المسابقات¡ فغاب المسرح.
إن الحدث ليس مجرد تشغيل قاعة مسرح¡ بل تفعيلها من خلال تقديم الأعمال الفنية كالمسرحيات بحضور جمهورها النخبوي¡ وتقديم البرامج الجماهيرية وربما يدخل من ضمنها الحفلات الغنائية¡ وهذا يساهم في تنوع البرامج ويغني عن جلب المنتج الخارجي.
أعتقد أن هنالك قاعات مشابهة تعيش بياتاً شتوياً طويلا دون الاستفادة منها إلا في المناسبات¡ أتمنى أن لا تكون تلك القاعات "بعيدة عن السيطرة" فتبقى أماكن متميزة إنشائياً بدون حياة¡ وتجربة الأستاذ محمد السيف في تفعيل مركز الملك فهد الثقافي حاضرة في الرياض¡ وهي بكل تأكيد متميزة¡ تنشيط مثل هذه القاعات ستثري المشهد الثقافي بإبداع متميز¡ نحن نحتاج إلى تشابك سحري بين المنجز الحضاري والذي قدمته الدولة مشكورة من خلال كثير من المنشآت المتميزة¡ والدعم لتضيء سماء الوطن بالإبداع.




إضغط هنا لقراءة المزيد...