أتصحو أم فؤادك غير صاح
عشية هم صحبك بالرواح
تقول العاذلات علاك شيب
أهذا الشيب يمنعني مراحي
هل كانت هذه الأبيات مقدمة إبداعية¡ للبوح الحقيقي أن كبر السن لا يلغي شغفه بالحياة ولا يلغي أن روعة الحياة في الاستمرار بهذا الذهن الذي لا يشيب¡ نعم هي بهذا المعنى الحاد والواضح¡ وهي واضحة تمام الوضوح في البيتين..
لكن هناك أمر أكثر أهمية¡ بل إنه أكثر مفصلية في علاقة الإبداع والسلطة التي بدت واضحة مثل عين الشمس¡ وخصوصا حينما تستبق السلطة (بقوتها) في فهم النص مسبقا¡ وهو ما حدث في مثل هذا النص وغيره كثير في العلاقة المتنافرة دوما بين الإبداع والسلطة¡ وهو في كل الحالات موقف من السلطة مليء بالشك والريبة.. والذي فضح هذه اللعبة ما فعله عبدالملك بن مروان بفهم خاطئ ومسبق حين سمع: أتصحو أم فؤادك غير صاح..
السلطة هنا فهمتها هجاء مقذعا¡ وكان ذلك خطأ فادحا¡ لكنه جبروت السلطة!! وحينها قال ابن مروان: بل فؤادك أنت.. وحين سمع القصيدة إلى نهايتها كانت تبوح بأجمل أبيات المديح:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بُطُون راح
فما كان من (السلطة) النشوى بهذا المديح إلا أن حشت فمه ذهبا!!
وسلامتكم..
تنشد عن الحال¿ هذا هو الحال..




إضغط هنا لقراءة المزيد...