الإعلام والاقتصاد هما سلاحا العصر الحديث دون منازع¡ فمن يملك هاذين السلاحين يستطيع أن يتحكم في عقول وموارد البشر¡ هذه حقيقة يعرفها صانعو السياسات ومسيروها¡ وهي حقيقة لا يمكن إنكارها.
ما يعنينا هنا دور الإعلام وتسخيره من أجل الوصول إلى أهداف غير مسؤولة تؤخر ولا تقدم وتشق الصف ولا توحده¡ في إعلامنا العربي هناك أمثلة معروفة للجميع تلعب ذاك الدور الإعلامي المشبوه والذي لا يخدم مصالح أمتنا العربية بأي حال من الأحوال بل مواقفها تثير اللغط وتؤجج مشاعر المشاهد وصولاً إلى قلب الحقائق ووضعها في قوالب مزيفة تخدم مصالح مسيري تلك القنوات الإعلامية دون غيرهم ساعين إلى تحقيق أهداف أقل ما يقال عنها إنها فاقدة للشرعية بأجندة الشبهة تحيط بها من كل مكان.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه أمتنا العربية إلى كل جهد ممكن من أجل درء المخاطر التي تحيط بنا ولا تريد الخير لنا¡ نجد تلك الوسائل الإعلامية تغرد خارج السرب كان أمر أمتنا ومصالحها وأمننا القومي العربي لا يعنيها لا من قريب أو بعيد¡ بل على العكس من ذلك هي عون علينا لا لنا¡ تبحث عن التأجيج عوضاً عن التهدئة¡ تريد إثارة مفتعلة مغلفة بمنطق لا يقبله المتلقي العربي¡ تلعب على أوتار مهترئة أصواتها لا تتعدى أذن من يعزف عليها معتقداً أن هناك من يطرب لها رغم نشاز نغماتها وقبح آلتها¡ خطها الإعلامي واضح للعيان لا لبس فيه يتلخص في إثارة الفتن والقلاقل بل والحروب¡ وتكرس كل جهودها وإمكانياتها في إشعال نار الفرقة والتشرذم¡ نافثة سمومها في كثير من الأحيان دون عسل يغلفها¡ فمواقفها لم تعد مجهولة الأهداف وبات الجميع يعرفها ويتجاهل أبواقها¡ فقد فقدت صدقيتها بامتياز¡ وأصبح المتلقي يتجاهل محاولاتها المكشوفة في التأثير السلبي على الرأي العام العربي¡ ذلك التجاهل تحول بفعل تكرار تلك المواقف المشبوهة إلى ازدراء مضمون فكرها ونوايا توجهها.
إعلامنا العربي مخترق ليس بفعل فاعل مجهول ولكن بفعل فاعل معلوم¡ وكلنا يعرف من هو ذلك الفاعل.




http://www.alriyadh.com/1597771]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]