في موسم حار كالذي يمر بنا الآن يتذكر المرء نعمة الله أولا ثم جهود علماء أجروا التجارب الطويلة والمتعبة لإعطاء البلدان الحارة لذة البرودة.
وفي ذات الموسم لا يغيب عن أذهان الناس خروج مخترع آخر لإعطاء البشرية ميزة نقل الغذاء المجمّد (الفروزن)¡ وبقائه طازجا فقد اخترع الأميركي كلارينس بيردسي فكرة تجميد الطعام عام 1929. جاءت له الفكرة أثناء بعثة إلى منطقة لابرادور في أميركا الشمالية عام 1912 و1916 حيث رأى السكان الأصليين يحفظون طعامهم من خلال تجميده في الثلج. بدأت المساعي الحديثة لتجميد الطعام في بدايات القرن العشرين في صناعة اللحوم. وقام الجيش أيضاً بتجميد الطعام والخضار مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها.
وكان الناس قبل ذلك يُكثرون من الملح لتغطية اللحوم للاحتفاظ بها لمدة أطول. والآن صارت اللحوم والخضراوات تأتي من مصادرها إلى بلاد تحتاجها عبر البحار وذلك بفضل فكرة التجميد.
نأتي إلى تبريد المنازل فقد اخترعه الأميركي ويليس هافيلاند كاريَر(1876 – 1950م) وهو مهندس ومخترع وتُنسب إليه عملية التبريد الحديث.
في الزبير جنوب العراق¡ حيث الصيف حار وجاف مثلنا¡ صنعوا أقفاصا من الخشب المتين. ويحشونها بشجر يُسمى العاقول¡ وهو شجر دائم الخضرة حتى لو عزلته عن أصله. ويقومون بتوصيل أنبوب ماء للتنقيط عند اللزوم¡ ويقوم مقام المكيف الصحراوي¡ نفس الفكرة. وتُركّب تلك الأقفاص على الشبابيك¡ تستقبل الهواء الخارجي وتُعطي الغرفة رطوبة وطراوة باردة (أرخص من شغل المهندس كاريرْ!). ولا يمكن استعمال تلك الأقفاص في مناطق تتصف بالرطوبة¡ كالكويت والبصرة مثلا.
وفي جزيرة العرب وأخص أواسط نجد ثمة معطيات للتمتع بالبرودة يجب أن أذكرها¡ وهي:
1 - التعريشات أو العريش أو العشّة¡ وهذه تكون داخل مزرعة¡ تصمم من سعف النخيل تجعل الهواء يمر إلى داخلها¡ وينعم نائم القيلولة بالبراد الطبيعي الآتي من المزرعة بخضرتها وسواقيها.
2 - الخلاوي (السرداب) أو القبو. وتمتلئ سراديب المساجد بالرواد الصائمين بعد صلاة الظهر حتى أذان العصر. وتقريبا ثلاثة أرباع المساجد في عنيزة تحتوي على أقبية (خَلْوة) للولوج إليها في ليالي الشتاء الباردة¡ أو للنوم فيها إذا صادف شهر الصوم قيضا.
3 – العْنبة (شجرة العنب) تصنع ظلا ظليلا لا تصل إليه حرارة القيض. وصاحب البستان ومن يعز عليه يستطيع قضاء قيلولة مثالية.
4 – المهاف (المراوح) المصنوعة يدويا من سعف النخيل¡ ومرّ وقت كانت فيه المراوح تجارة رائجة¡ لأن جماعة المسجد يشترون منها للتبرع.




http://www.alriyadh.com/1604406]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]