الذي يغضب بعد صبر استمر لعشرين عاماً ليس من السهل إرضاؤه.. القرار بمعاقبة الحكومة القطرية على دعمها للتطرف والإرهاب من الواضح أنه ليس وليد لحظة غضب أو حسابات متسرعةº بل جاء بعد عشرين عاماً من التغاضي والصبر على أذى نظام طالما توقعنا منه أن يشب عن الطفولة ويتجاوز مرحلة المراهقة.. لكن الولد واصل مراهقات والِدُه.. والأذى اتسع إلى دعم وتمويل أعداء الخارج وخونة الداخل!.
ورغم ذلك وبكل وقاحة تصيح بعض الغربان معارضة قرار وطنها السيادي بالمقاطعة في موقف لا يمكن تفسيره إلا أنه تعاطف مع نظام/تنظيم ضد القرار الوطني¡ رغم انه استهدفهم قبل غيرهم بوصفهم جزءاً من المجموع¡ حيث لا يستطيع أحد أن ينفك ويكون محايداً من دمه وانتمائه.. والطريف أن أولئك البعض كأنما في حيادهم كانوا ينتظرون أن تتصل بهم وزارة الخارجية أو ترسل لهم وفداً خاصاً يوضح لهم الأسباب!!.
قله قليلة خذلتنا في وقت كان القرار اتخذ وكان المطلوب أن نقف خلفه وندعمه من منطلق الثقة فقط فما بالك والمبررات كانت واضحة منذ اليوم الأول¿
ليست مكارثيةº فنحن لا نتحدث عن تصنيف بل عن انتماء واستحقاقات وطنية لا تقبل المساومة وأنصاف الكلام¡ فعندما اتخذت الحكومة الأميركية قرارها بغزو العراق لم تعارضه حتى أشرس وسائل الإعلام الأميركية المعارضة للرئيس الأميركي آنذاك¡ وذلك من منطلق التزام الجميع بدعم قرار وطني لا يقبل تصفية الحسابات والمساومات الرخيصة.
عندما اطلب من مواطنيَّ - خصوصا كبار المؤثرين في تشكيل الرأي العام والتواصل الاجتماعي - تحديد موقفهم فإني لا اعتدي على حرية أو امارس مكارثية تجاههمº بل لأننا نجدهم يخذلون الوطن وواجبنا تذكيرهم كما هو واجب الجهات ذات العلاقة الانتباه إلى هذا الخلل ومعالجته دون أن استثني المعالجة الأمنية في بعض الحالات التي جدفت عكس القرار الوطني وشككت به.
لك اعتقادكº لكن عندما يكون هناك قرار أشبه بقرار الحرب اتخذ من صاحب القرار/ولي الأمرº فإن الواجب (فرض عين) هو الوقوف خلفه ودعمه كل بما يملك ويستطيع بلا منة وبلا حسابات ضيقة¡ ولنتخيل خطورة موقف جندي يقف على الجبهة ببندقيته يعارض القرار¡ أو آخر يقول انه مؤيد للقرار لكنه يرفض استخدام بندقيته¿ هل نناقش معه قضية رأي وحرية شخصية!! بالطبع لا.. واجبه أن ينخرط في القرار الوطني.. وواجبه أن يستخدم سلاحه.
وهنا نصل إلى فئة مهمة وهم "المؤثرون" في الرأي العام من المشايخ إلى لاعبي الكرة.. سواء في الحياة العامة أو في وسائل التواصل الاجتماعي حيث معارضتهم ترتقي لمستوى الخيانة¡ وصمتهم يرتقي للشك¡ وعدم دعمهم يرتقي لمستوى الخذلان.. حيث إن الـ 140 حرفا في تويتر مثلاً هي في مثل هذه الظروف 140 رصاصة.. فلمنْ يدخرونها ولماذا لم يستخدومها في مثل هذا الظرف¿!!




http://www.alriyadh.com/1604408]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]