في مقالي السابق كتبت عن الحلم السعودي في مشروع نيوم كقيمة معنوية ومادية للشعب السعودي لما يحمله هذا المشروع من رؤى مستقبلية واعدة. هذه الرؤى تحتاج إلى بيئة صالحة لتزهر وتنتج. بيئة لا يمكن أن توجد إذا لم يخطط لها جيداً لتسهم في بناء فكر قوي قادر على حمل هذه الرؤى في المجتمع.
التعليم العام هو الخطوة الأولى التي يلجأ لها المخططون لتحقيق ما يطمحون له بما يضمنون مناهجه من قيم وأفكار وعلوم تحمل الرؤى المستقبلية لهم¡ ليضمن المخططون بذلك أن يكون لديهم جيل لا ينضب معينه يغذي الرؤى بما تحتاجه من كفاءآت وخبرات لتتحقق ولتستمر.
نهجنا السابق في التعليم لا يكفي لينتج جيلاً قادراً على التعاطي مع مشروع نيوم أو مشروعات أخرى واعدة شبيهة به وهذه نقطة يجب أن نقف عندها كثيراً فهي القاعدة الأساسية التي تضمن النجاح لأي رؤية مستقبلية.
التقليدية والنمطية في التعليم لم تفد لأنها أنتجت في معظمها خريجين وخريجات بعيدين في فهمهم وقدراتهم التعليمية عن الاحتياجات الحقيقية في التعليم الجامعي ومنه لاحتياجات سوق العمل. والسبب أن المجال ترك اللجان معزولة لترسم المناهج التعليمية وتكتبها!.
ولو استمرينا على هذا المنوال سنجد أنفسنا مرة أخرى أمام أزمة مخرجات التعليم التي لجأنا سابقاً للابتعاث الخارجي لحلها.
من الضروري جداً أن نغير من طريقة صياغتنا للمناهج بأن نوسع أفقها وهذا لا يمكن أن يتم إذا لم تغير الطرق التي على أساسها تؤسس لجان المناهج التعليمية. يجب أن يكون هنالك دمج وتبادل للخبرات بين التربويين وبين رواد سوق العمل في التعليم العام قبل الجامعي. من الصف الأول الابتدائي يجب أن ينشأ الطالب والطالبة ويعيش في مدرسته وفي مناهجه الرؤى المستقبلية لوطنه ومشروعاته وعلى رأسها نيوم.
يجب أن يكون الطلبة والطالبات ملمين بأهداف هذا المشروع وقادرين على استيعاب احتياجاته ومناقشتها من صغرهم ليكونوا جاهزين للانخراط فيه بعد أن يكبروا.
تفاصيل هذه المشروعات الدقيقة ومكوناتها يجب أن يتعاطى معها الطلبة والطالبات عملياً وليس من خلال كتابة نص تعبيري أو رسم لوحة حالمة!.
اللجان السابقة في وزارة التعليم دأبت على تكرار نفسها والوقوع في نفس الأخطاء لأن من فيها لا ينظرون إلا في اتجاه واحد فقط ومهما حاولوا واجتهدوا الخبرة والإلمام باحتياجات سوق العمل ستظل نقاط ضعف لهم.
خروج هذه اللجان من حلقة ذوي الاختصاص التربوي الضيقة هو أمر ملح وضروري لأنها ولسنوات ظلت تدور في نفس دائرتها المغلقة بعد أن أعطت ما عندها واكتفت.
نحن بحاجة لإعادة صياغة المناهج التعليمية والخروج عن التقليدية باستحداث مناهج وطرق تدريس جديدة قادرة على أن تؤهل الطالب والطالبة على التعاطي مع احتياجات المشروعات التنموية قبل التخصص الجامعي.
هذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن تتم لتحقق الرؤية الأهداف التي من أجلها انطلقت.




http://www.alriyadh.com/1635704]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]