العالم يعيش حالة من التطور في مجال العمل التطوعي والتنمية الاجتماعية وقد قرأت في دليل الأفكار للمؤسسات التطوعية "مراكز الأحياء أنموذجاً " للأستاذ رائد عبدالعزيز المهيدب الذي صدر عام 1428هـ أن بريطانيا يوجد بها أكثر من أربعة آلاف مركز يشترك فيها أكثر من مليون عضو ويعمل فيها رسمياً 230 ألف موظف¡ وفي أميركا 90 مليون متطوع للعمل الخيري يشاركون بمعدل 4 ساعات أسبوعياً في مجالات خيرية مختلفة وفي أميركا وحدها أكثر من 1,5 مليون جمعية أي بمعدل جمعية لكل 182 فرداً وفي بريطانيا 350 ألفاً وفي فرنسا 600 ألف جمعية أي بمعدل جمعية لكل 97 فرداً¡ هذه الاحصائيات قبل أكثر من أحد عشر عاماً... اذاً كيف الحال اليوم¿
قبل ما يزيد على أكثر من 34 عاماً كتبت أنا والزميل محمد العصيمي في جريدة الرياض تقريراً تحت مسمى تقرير اليوم آنذاك تناولنا فيه أهمية البدء في إنشاء مراكز الأحياء وأهميتها في التنمية الاجتماعية المحلية والتنمية الشاملة بصفة عامة وذكرنا تجارباً بدول خليجية مثل الكويت في حينها كتجربة الديوانيات ولكن كانت نظرتنا إلى ما هو أوسع وهو أن تكون مراكز الأحياء مؤسسات اجتماعية ثقافية رياضية شاملة ومتعددة المهام والأدوار ويتم تأسيس بنيتها التحتية من قبل الدولة ويخصص لها أراضٍ وعقار في مخططات الأحياء بتصاميم نموذجية تحتوي على ملاعب وصالات متعددة الأهداف للمعارض وورش عمل والمحاضرات والدورات وديوانيات لكبار السن بالإضافة إلى وحدة صحية تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية.
صحيح تأخر موضوع مراكز الأحياء مما أفقدها على الأقل الأراضي التي كان من الممكن أن تبني عليها مقرها في مخططات الأحياء لأن التأخر أدى بنا إلى أن نبحث عن أماكن لاستئجارها كمراكز أحياء وهي غير مؤهلة لأن تكون مراكز نموذجية للأحياء من حيث المساحات وتعدد الأغراض والأدوار التي يجب أن تقوم بها.
اليوم كما يبدو هناك خطوات إلى الأمام تخطوها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وقد ذكر لي الدكتور عبدالعزيز الدخيل أستاذ الخدمة الاجتماعية وهو أحد الذين سيتولون ملف هذه المراكز وقد ذكر لي الكثير من الأفكار الإيجابية المتفائلة والمبدعة التي من المتوقع أن تترجم على أرض الواقع¡ وأعتقد أن الحاجة الملحة في الوقت الحاضر إلى تلك المراكز من أجل إعادة الروح للأحياء المغلقة على أهاليها من أجل أنسنتها وحماية ساكنيها من الاكتئاب وإدمان مواقع التواصل والإنترنت وبخاصه فئة الأطفال والمراهقين ناهيك عن ما ستشكله من إنقاذ كبار السن من حالات العزلة التي أقعدتهم في غرف منعزلة عن التفاعل مع الناس¡ ودعمهم نفسياً واجتماعياً ليحتكوا ببعضهم ويستعيدوا ذكرياتهم الجميلة ويمكن من خلال مراكز الأحياء أن تصبح منصة للصحة العامة بمفهومها الشامل وكذلك الأمن بمفهومه الشامل.




http://www.alriyadh.com/1645085]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]