خطة 2030 تقضي بخروج المملكة من معسكر المستهلكين إلى معسكر المنتجين.
انتاج الأفلام السينمائية عملية مربحة على اصعدة مختلفة. منها الكسب المالي والتأثير الثقافي وتشكيل الرأي. فشلت كل المحاولات العربية لبناء صناعة سينمائية. لم يبق منها سوى الإنتاج المصري الذي فقد حضوره وتأثيره القديمين.
نشاهد الآن حركة سينمائية سعودية ينشط فيها عدد من السينمائيين الشباب. سمعت أن بعض الاعمال السعودية حصلت على جوائز في منافسات عربية واجنبية. هذا الاهتمام يفترض أن يلقى اهتماما من جهة رسمية. لا اعرف من ينظم هؤلاء ومن يرشحهم للمهرجانات (ربما جمعية الثقافة والفنون). ما يجرى من هؤلاء الشباب يحمل في داخله جنيناً وأخشى أن ينزل مشوها و(نتورط) به في المستقبل. البدايات الصحيحة تعطي ثمارا صحيحة. طالما نقف في مرحلة عند الصفر في هذه المسألة علينا ان نضع الأسس الصحيحة لكيلا نعود في المستقبل ونصحح الأخطاء.
تنتج المملكة عددا محدودا من الأعمال التلفزيونية سنويا. كان يمكن أن تكون هذه الأعمال نواة لبناء صناعة درامية (سينمائية وتلفزيونية) لكنها مع الأسف اصطدمت بالجهل والتغافل. لا تبشر الخبرة المتراكمة عنها بأي بركة تنزل على الفنون المرئية السعودية في المستقبل. النظام أو بالأصح غياب النظام والقوانين الراعية جعل المنتج السعودي مثل أي رجل أعمال لا يتحمل مسؤولية الضعف والانحراف. قادت هذه الفوضى إلى إهمال الجانب الإبداعي من العملية. صار الجميع تقريبا يستعين بمخرجين وفنيين غير سعوديين فغابت الكوادر الوطنية المساندة.
من تجربتي في كتابة النصوص التلفزيونية أرى ان الفرق بين المخرج السعودي والمخرج غير السعودي تكمن في احتمالية المنافسة. تلاحظ اليوم أن معظم الاعمال التلفزيونية ينتجها الممثل السعودي الذي يقوم بدور البطولة فيها. فإذا تمت الاستعانة بمخرج سعودي فلن يبق رهينة المنتج السعودي إلى الابد. بعد عمل أو عملين سوف يتمرد كما فعل شقيقة الممثل ويفتح شركته, ينتج ويخرج بنفسه وإذا وهب لسانا ذربا ويدا رطبة سيتمكن من إقامة علاقة راسخة مع الجهات ذات الصلة.
استقر الأمر أن يكون المنتج والممثلون الذكور سعوديين وبقية المساهمين في العمل غير سعوديين. حتى أن كثيرا من السيناريوهات يكتبها عرب ثم تُسعود. اخذت هذه الفوضى العمل التلفزيوني إلى هدف من بين تطلعات هذا الهدف إمكانية انتاج عملي فني.
السينما صناعة جديدة ووزارة الثقافة يقودها رجال جاؤوا إلى مكاتبهم بتوجهات جديدة. لكي نضمن عدم الوقوع في الدائرة المميتة التي وقع فيها الإنتاج التلفزيوني اقترح أن تضع الوزارة قرار الترخيص بفتح صالات سينمائية في إطار استراتيجية واضحة تتحرك في داخلها المسألة السينمائية انتاجا واستهلاكا.




http://www.alriyadh.com/1645953]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]