مواقف سياسية سعودية تتتابع بتتابع تطورات المشهد الفلسطيني وتتصاعد بحجم تصاعد القضية الفلسطينية. مواقف سياسية سعودية لم تُغلب مصلحتها الذاتية على مصالح الأمن القومي العربي ولم تُؤثر منافعها الوطنية على منافع الأمة الإسلامية..
في الوقت الذي تميزت فيه السياسة السعودية بدعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة والأساليب المشروعة¡ انشغلت بعض السياسات العربية والإقليمية بالمُتاجرة بالقضية الفلسطينية للحصول على مكاسب شعبية ومنافع دولية. وفي الوقت الذي عملت فيه السياسة السعودية على التقريب بين أبناء الشعب الفلسطيني ودعتهم للتصالح ونبذ الفرقة التي استفاد منها اعداؤهم¡ عملت بعض السياسات العربية والإقليمية على بث الفتنة بين الفرقاء الفلسطينيين وتغذية روح الصراع بينهم وسعت لتجنيدهم لتحقيق أهدافهم السياسية الهدامة. وفي الوقت الذي وقفت فيه الدولة السعودية بكل حزم مع القضية الفلسطينية امام العالم أجمع¡ ورافضة بشكل قاطع التنازل عن حقوق الفلسطينيين ومستنكرة إقامة علاقات مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال¡ تخاذلت بعض السياسات العربية والإقليمية من دعم القضية الفلسطينية وتنازلت عن حقوق الفلسطينيين وأقامت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والشعبية مع إسرائيل.
إنها احداث ومواقف سياسية مُسجلة ومُدونة بسجلات التاريخ يمكن الرجوع لها ومعرفتها وقراءتها والحديث عنها. ولكن هذا لن يقوم به إلا المنصفون الذين يتصفون بالمصداقية وتتملكهم روح العدالة مع أنفسهم قبل غيرهم. إنها أحداث ومواقف سياسية وقفتها المملكة العربية السعودية بكل شرف وعزة ومنعة مع قضية القضايا¡ القضية الفلسطينية¡ التي تُمثل أرضاً للعرب بكل أصالتها وأرضاً للإسلام بكل معانيها الروحية والمكانية. إنها مواقف سياسية سعودية مُخلصة بعيدة تماماً عن الرياءِ والبحث عن السمعة¡ إنها مواقف سياسية سعودية نقية لم تبحث عن إعلام يمجدها أو أصوات مأجورة تتحدث بها أو مرتزقة تدافع عنها. إنها مواقف أصيلة تعبر عن عروبة نقية غير مشوهة وتعبر عن إسلام مخلص بكل مبادئه وقيمه الزاهية.
مواقف سياسية سعودية تتتابع بتتابع تطورات المشهد الفلسطيني وتتصاعد بحجم تصاعد القضية الفلسطينية. مواقف سياسية سعودية لم تُغلب مصلحتها الذاتية على مصالح الأمن القومي العربي ولم تُؤثر منافعها الوطنية على منافع الأمة الإسلامية. هذه المواقف لم تكن إعلامية يتحدث عنها المتحدثون أو يكتب عنها الكُتاب¡ وإنما مواقف سياسية تصدر من أعلى سلطة لتُعبر عن سياسة الدولة السعودية بشكل مباشر من غير تأويلات أو تفسيرات او تحليلات. وهذا ما كان سابقاً وما حدث لاحقاً وأخيراً حول قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. فالمملكة العربية السعودية عبرت عن موقفها السياسي من قرار الإدارة الأميركية ببيان رسمي صادر من الديوان الملكي.
هذا البيان الملكي السعودي الصادر يوم 6 ديسمبر 2017م تضمن الآتي: "تابعت حكومة المملكة العربية السعودية - بأسف شديد - إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها .وقد سبق لحكومة المملكة أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة¡ وتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد لقيام الإدارة الأميركية باتخاذها¡ بما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي .وإن هذه الخطوة¡ وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها¡ إلا أنها تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالاً بالموقف الأميركي المحايد - تاريخياً - من مسألة القدس¡ الأمر الذي سيضفي مزيداً من التعقيد على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وتأمل حكومة المملكة العربية السعودية في أن تُراجع الإدارة الأميركية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة¡ وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية ليتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة ولإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.".
فهل بعد هذا البيان الملكي وما تضمنه من مواقف سياسية بيان¡ وهل بعد هذا التعبير المباشر في لغته والقاطع في مضمونه من تعابير.
وفي الختام من الأهمية التأكيد على أنه يكفي المملكة العربية السعودية أنها¡ قد تكون¡ الدولة الوحيدة من بين الدول العربية والإسلامية التي لم يُرفع علم إسرائيل على أراضيها¡ ولم تستقبل مطاراتها وموانئها ومنافذها البرية جواز سفرٍ إسرائيلياً¡ ولم تدخل أسواقها بضاعة اسرائيلية. إذاً من الذي يُزايد على السعودية في مواقفها من القضية الفلسطينية¿ بمعنى آخر¡ مَن يُزايد على مَن¿!




http://www.alriyadh.com/1645952]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]