يبدو أننا الدولة الوحيدة التي دعمت القضية الفلسطينية بدون مقابلº حيث لم نحتل أي دولة عربية باسم الطريق إلى القدس¡ ولم نفتح مكتباً تجارياً إسرائيلياً في الرياض لنستضيف كأس العالم¡ أو نفتح سفارة في تل أبيب استجابة لإغراء العضوية الأوروبية¡ كما لم نقدم الفلسطينيين والقضية التي هي قضيتنا قرباناً على طاولة التفاوض الدولية أو مقابل دعم البنك الدولي والمنظمات الدولية الأخرى¿.
المشكلة في بضع أصوات اعتادت المزايدة على مواقف المملكة في شتى الميادين¡ ليس من منطلق إيمانها باستحقاق المملكة لقيادة الأمة الإسلامية لاعتبارات تاريخية ودينية واقتصاديةº بل فقط لتشتيت الانتباه عن إفلاسها ومغامراتها وخياناتها.. ونحن بالنهاية لا بد أن نؤمن بقدرنا ونعذر للملوثين دناءتهم وتحسسهم منا¡ وأن نعذر للمخلصين حماستهم وتعلقهم وإيمانهم بأن السعودية هي الحلº بعيداً عن قادة الاستعراض وبيع الكلام الرخيص والمغامرات الفارغة.
والدروس المتكررة تقول: إن كل الجيوش والعصابات التي هددت (إسرائيل) انتهت إلى دمار أو مكاسب شخصية وبضع كيلومترات لا تتمتع بأي عنصر من عناصر السيادة¡ أو انتهت إلى بيع القضية برمتها في البازار الدولي¡ كما أنه من المعروف أن ليس هناك من يقف مع قرار الرئيس الأميركي ترمب بنقل سفارة بلاده إلى القدسº عدا (داعش) التي لو كانت بكامل قدرتها لأصدرت بياناً ترحب فيه بالقرار الذي قدم لها وللتنظيمات المتطرفة خدمة عظيمة باستفزازه للأمة الإسلامية وتسهيله لتجنيد المزيد من المتحمسين والترويج للخطاب المتطرف القائم على تقسيم العالم إلى فسطاطين!.
لذلك فإنه وبعيداً عن كل المزايدات لا توجد دولة إسلامية قادرة على استعادة القدس عدا المملكةº لكن ليس بالعنتريات العربية بل بأن نواصل العمل على تحقيق رؤية 2030º التي تهدف لبناء دولة إسلامية معتدلة تمثل كل المسلمين¡ وتنافس عالمياً في مقاييس الشفافية وفي جذبها للاستثمارات.
من سينافس المملكة في تمثيلها الإسلامي بعد تدمير التطرف¿
من سينافس المملكة في فرص الاستثمار إذا تم القضاء على الفساد¿
من هذا المنطلق القوي للمفاوض القوي يمكن أن تنافس دولة مثل (إسرائيل).. يمكن أن تفرض شروطك التي تدعمها مصالح الدول العظمى.. يمكن حينها أن تلتفت إلى بعض جيرانك الذين ستجدهم لازالوا يقتاتون على تصدير الشتائم ولم يتغير حالهم أبداً.. حينها سنكون فعلاً قادرين على فرض مبادرتنا بلغة العالم الحديث اللغة التي للأسف لا تجيد استغلالها إلا (إسرائيل).




http://www.alriyadh.com/1646087]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]