من النقاط التي نرجو من مجلس الأسرة أن يلتفت إليها¡ هي صناديق التكافل الاجتماعي التي تؤسس على مستوى العوائل بحكم القرابة أو صناديق الحي التي تؤسس على مستوى الحي أو الحارة.
هذه الصناديق أو الجمعيات التى أسست بتكاتف مجموعات معينة بهدف خدمة الجوانب الاجتماعية وتعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية بإمكانها أن تكون منصات ومنابر يصل من خلالها مجلس الأسرة للأسر وأفرادها ويبث من خلالها رسائله¡ إذا ما مدت لهم يد العون وقدمت دعماً لوجستياً يرفع من أداء هذه الصناديق ويعزز من كفاءتها لتؤدي الأدوار التي من أجلها أسست.
فهي في مضمونها تسعى لأن تكون سنداً للأسر وأفرادها وهو ما يحمله المجلس في أهدافه حتى وإن كانت محدودة بفئات معينة. وبحكم ما يحويه مجلس الأسرة من خبرات وكفاءات فإن أي تعاون بين هذه الصناديق وبين المجلس لا بد أن يكون مثمرًا وذا فائدة. وقد ذكرت الأمين العام للمجلس الدكتورة هلا التويجري بأن المجلس سيكون هو الممثل والمتحدث عن أي من القضايا الأسرية وما يتعلق بها أمام الجهات الخارجية لكن ماذا عن الداخل¿
من الطبيعي أن يلجأ المجلس لوسائل الإعلام الحديث ليبث من خلالها أهدافه أو يعالج فيها أخطاء أو تجاوزات موجودة في المجتمع وأسره وهي وسائل قوية لها نفوذها في الساحة الإعلامية حالياً لكنها مع ذلك قد لا تكون مؤثرة بالمستوى المطلوب في قضايا الأسرة والسبب يعود لطبيعة المجتمع السعودي المتحفظة على اختلاف مناطقه! هذا التحفظ هو العائق الأول الذي يمكن أن يواجه المجلس والأقوى كذلك. وعلى المجلس أن يعي جيداً حقيقة وتبعات هذا التحفظ وجذورها الشائكة الممتدة في القدم. لذا قد يكون في إيجاد شراكات إستراتيجية بين المجلس وهذه الصناديق التكافلية أهمية كبرى لما ستوفره هذه الصناديق لمجلس الأسرة من تقارب مع الأسر والأفراد ومصداقية في الحضور. فبدعمها لهذه الصناديق وتقديم خدمات استشارية مجانية لهم تكون قد أسست قاعدة ثابتة ومستمرة لها في المجتمع تقرأ من خلالها قصص الأسر المختلفة فيه وما يجد فيها من مشاكل أسرية أو تحمله على عاتقها من أعباء.
ومن خلالها أيضاً تعالج هذه المشاكل وتُحَجِمها قبل أن تكبر وتصبح معضلة. فأكثر ما نخشاه على هذا المجلس الوليد والواعد أن ينشغل بحكم عظم المهام المنوطة به وتشعبها في بحثها وتدقيقها وعندما يطرح الحلول لا تكون مناسبة أو غير متجانسة مع الواقع الذي وضعت فيه. حتى وإن ظن بأن التغييرات التي حصلت مؤخرًا وما تبعها من انفتاح ستساعده ليؤدي ويكتب ويبحث ما يشاء فإنه سيجد من المجتمع وأسره ما يصدمه لأنها عندما توضع على المحك سترى فيه أمرًا دخيلاً عليها وليست ملزمة بأن تتعاطى معه فتقصيه عنها ما استطاعت ولربما رفضته!




http://www.alriyadh.com/1650895]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]