ما إن يرفع الهلال معدل الرصيد النقطي إلا ويأتي الأهلي ليقلصه¡ وما أن نتأهب لإعلان البطل إلا وتأتي الفرق المتوسطة لتقول كلمتها وتعلن التأجيل . الدوري السعودي مختلف فهو الأفضل ولا يزال الأفضل الذي يحتفظ بقيمته الفنية والتنافسية ولن أقول الجماهيرية لكون هذا الجانب حالة خاصة محسومة وثابتة لا تقبل الجدال. صحيح أن البداية لم ترتق إلى ما كان معهودا في هذه المسابقة وخلال الأعوام الماضية لكن المفرح أن الجولات الأخيرة ساهمت في رفع معدل الإثارة والتشويق فنيا وجماهيريا وجعلت كل محب لهذه اللعبة المجنونة يهرول خلف الأسئلة رغبة في معرفة الإجابة عن اللقب وعن الفائز بقمته .هذه الإثارة وهذا التشويق وتلك الحالة الجماهيرية المتفاعلة مع مجريات المنافسة ترسخ حقيقة ما يتمتع به الدوري السعودي للمحترفين من مزايا قلما تجدها في غيره ولعل صعوبة تحديد هوية البطل حتى الجولات الأخيرة تمثل أهم المرتكزات الرئيسية التي شكلت أو صنعت مناخا رائعا للمنافسة ولكثرة المتابعين لهذا الدوري الكبير والمثير والجميل الذي يحق لنا التباهي بكل تفاصيله . قبل أسبوع كان الهلال فارقا على الأهلي بأربع نقاط وبعد أسبوع تقلص الرقم وأصبح نقطتين بمقدور الجولات المقبلة أن تمحوه وتعيد للأهلاويين الصدارة والعكس فلربما جاءت هذه الجولات بما يرسم لعشاق الزعيم الفرح¡ ما أعنيه أن كل الاحتمالات واردة وكل طرف مؤهل بالفوز والظفر باللقب الذي مهما كانت ملامحه الحالية صعبة إلا أن ذلك قد يزول مع ما ستسفر عنه بقية اللقاءات بما فيها بالطبع نزال جدة الذي سيجمع المتصدر ووصيفه والذي ربما يكون هو الفيصل الذي سيعلن من خلال نتيجته رسميا صاحب التتويج وحامل اللقب.
قبل أسابيع عدة كتبت عبر هذه الزاويا مقالا مضمون فكرته "الدوري كلقمة كل طرف يستحي أن يلتهمها عن الطرف الآخر" وهذا ما يبدو جليا في الكثير من الجولات التي اخفق فيها الأهلي والهلال معا على الرغم من أن كل الفرص كانت سانحة لتحقيق نتيجة الفوزومضاعفة الرصيد النقطي لكليهما . مشكلة ما حدث مشكلة فنية فلا رامون دياز استطاع أن يصنع الفارق ويوسعه ولا سيرغي ربيروف كذلك نجح في استغلال تعثرات الهلال وبالتالي ما نراه اليوم يعد حالة طبيعية لعثرات العديد من المباريات ولكنه بشكل عام يعتبر إيجابيا لكونه ضاعف من حدة الإثارة وساهم في تأجيل الإعلان عن البطل للأسابيع الأخيرة وشجع بقية الفرق لكي تلعب دورها المؤثر والمشاركة في رسم خارطة اللقب. ختاما ما نخشاه لا يزال ماثلا في هفوات الصافرة التي لاتزال هي المسيطر على مشهد المنافسة ¡ أقول هذا والغاية أن يسهم اتحاد الكرة في جلب المتميزين وليس العاطلين أو أصحاب المستويات التحكيمية الهابطة التي تحبط المنافسة وتثير احتقان الناس في المدرجات وسلامتكم.




http://www.alriyadh.com/1661024]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]