عندما يصلك خبر ترقي أو نجاح أحد معارفك¡ أو زميل قديم¡ أو شخص كان معك في لجنة أو اجتماع¡ أو شخص تعرفت عليه صدفة في رحلة أو قابلته مدة قصيرة في مناسبة اجتماعية¡ فقد يكون تعليقك على الخبر: غريبة¡ أنا أعرفه¡ كيف نجح¿
هذا الاستغراب يمكن تفسيره بعدة احتمالات منها أنك لا تعرفه معرفة جيدة¡ أو أنك تعرف قدراته وتشك في الإجراءات التي أوصلته إلى ما وصل إليه¡ أو أنك تستغرب كيف وصل هو ولم تصل أنت.
في ظني أن النجاح لا يتحقق بالصدفة. تخيل أنك كنت في رحلة بالطائرة وتحادثت مع الشخص الجالس بجانبك حديثا عاديا وتعرفت على اسمه¡ وبعد أيام وجدت اسمه أنه أحد الفائزين بجائزة من جوائز نوبل¡ هل ستندهش وتقول: يا الله كنت معه في الرحلة¡ كيف فاز¡ كان إنسانا عاديا!
لماذا لا يكون إنسانا عاديا¿ هل المطلوب منه أن يتصرف بطريقة مختلفة حتى يلفت الأنظار إليه كما يفعل من يعتقد أن التميز يتطلب التعالي على الآخرين وتجنبهم¿ لماذا يعتقد بعض الناجحين أن عليهم الانعزال عن المجتمع وعدم قضاء أعمالهم بأنفسهم وتجنب الأماكن العامة ¿!
من الأسئلة عن النجاح التي يطرحها البعض سؤال يقول: ما سر نجاح فلان¿ الواقع يقول إن أسرار النجاح لم تعد كذلك. الناجحون يلتقون في عوامل مشتركة منها الثقة بالنفس وحب العمل ووضوح الهدف والإصرار والمثابرة¡ هذا الكلام ينطبق على من يصل إلى المراتب الوظيفية العليا¡ وعلى رجل الأعمال الناجح أو سيدة الأعمال الناجحة¡ كما ينطبق على السباك الماهر¡ والمعلم المتميز¡ والطبيب والمهندس وصاحب البقالة وغيرهم¡ ينطبق على كل من يعمل ويضيف¡ ولا يستسلم بسبب محاولات غير موفقة¡ أو يقف منتظرا في طابور الحظ.
نستطيع القول إن من يحب عمله سوف ينجح فيه لأن الحب سيدفعه إلى العمل بإخلاص وحرص على الإتقان والتطوير المستمر¡ الحب حافز ذاتي للارتقاء في هرم الاحتياجات الإنسانية إلى قمة الهرم حيث هناك يكمن تحقيق الذات.
وأختم بمقولة ذات علاقة حيث يقول أحد المجربين: هناك علاقة وثيقة بين النجاح الذي يحققه الفرد في حياته ودرجة التزامه بمعايير الجودة بغض النظر عن المجال الذي يعمل فيه.




http://www.alriyadh.com/1668875]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]