تكريم وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك فهد لقامات فنية وإبداعية من رائدات هذا الوطن هو عرفان وتقدير لأسمائهن التي ستنقش على جدار الوطن¡ فالتاريخ لا يغفل أحداً ولا يرحم ضالاً ولا يتجاهل معطاءً..
للزمن آثاره وعلاماته التي تصبح تاريخاً¡ فنحن نقتات على تاريخ ينقش على جدرانه¡ نستمد منه بقاءنا ووجودنا وهويتنا وعروبتنا¡ لكي يصبح نبراساً للأجيال المتعاقبة ومن ينكر ذلك فهو جاحد بلا شك.
إننا حينما نحيا بمبدعينا¡ نستأنس بهم ونقدرهم¡ وهم بلا شك يعكسون واقعاً بدون أن يدركوا تلك القيمة الكبيرة التي يدونونها¡ تنساب من بين أناملهم في خلسة الإبداع وأنسته المحضة!
إن ما زاد من سعادتي - وربما استطالت رقبتي حتى لامست نجوم الرياض البهية كواحدة ممن دعتهن بلادهن تزكية وعرفاناً¡ كبنات وطن نبتن في طينته¡ فاستقين من جداول أنهاره فأثمرت عطاياهن محبورة بما حوته أيديهن من عطاياه في يوم تتويجها.. ذلك اليوم الذي لا ينسى في يوم المرأة العالمي هناك في مركز الملك فهد تحت شعار وزارة الثقافة وبرعاية سمو الأميرة حرم أمير مدينة الرياض.
لم يكن لليوم نفسه ذاك الطنين المحموم بالزهو إلا حينما عرف وطني الحبيب قيمة الرائدات الأوائل منا¡ في مسيرة قدمت من الأمس القريب¡ قدِمن من عمق الماضي في سرعة خاطفة حتى يسايرن الحاضر ويلحقن به في زمن لا يرتقي للعدد¡ إذا ما حسبناه بحساب الأزمنة الحضارية التي تحسب بآلاف السنين¡ إنها الأعوام الثلاثون أو قل العشرين عاماً تبهرنا بهذا الزحف الحضاري الواعي لنسائنا اللاتي أصبحن حديث العالم أجمع! ويا للعجب حينما يعلم العالم أن زمن تعليم المرأة السعودية لم يصل إلى المئة عام بعد¡ منذ أن قرر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - تعليمها وتخليصها من براثن الجهل والتخلف فتحدى بذلك كل أمر يعترض تعليم المرأة حينها وكم كانت العوائق والعقبات كبيرة!
دعونا نتأمل أسماء بعض الرائدات اليوم في المجال العالمي الذي خرجت منه المرأة السعودية إلى رحاب العالم الفسيح وهي في الوقت ذاته متجذرة في صلب أرضها وعاداتها وعمق تاريخها وقيمها في توازن شديد الصعوبة¡ يجعلها في الصف الأول للرائدات اللاتي سينقش التاريخ أسماءهن على جداره كما نقشت رائدات الحضارة والفن والطب وكل صنوف الريادة في كل حضارة¡ وهاكم بعض أسمائهن على سبيل المثال وليس الحصر: لبنى العليان كانت من السيدات الأشهر والأقوى تأثيراً في مجال الاقتصاد حتى صنفتها مجلة فوربس من الشخصيات النسائية الأقوى في العام 2012¡ فشغلت حينها منصب الرئيس التنفيذي لشركة مالية¡ وكانت أول امرأة يتم انتخابها كعضو مجلس إدارة في أكبر البنوك.
أما هيفاء المنصور فكانت أول مذيعة ومخرجة سينمائية سعودية. وكذلك الروائية رجاء عالم ابنة مكة المكرمة والتي كتبت الرواية ففازت بجائزة البوكر للرواية العربية في 2011 عن روايتها «طوق الحمامة». صدرت لها 13 رواية وتُرجمت أعمالها إلى الإنجليزية والإسبانية.
أما نورة الفايز فهي أول امرأة تشغل منصب نائب وزير في تاريخ السعودية.
وريم أسعد المحللة الاستثمارية وكاتبة اقتصادية وأكاديمية¡ حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال تخصص الاستثمار من جامعة نورثيسترن ببوسطن¡ اختارتها مجلة أرابيان بيزنيس السعودية ضمن أقوى 500 امرأة عربية في 2012.
وكذلك منى أبو سليمان هي أول مذيعة سعودية تظهر على الفضائيات العربية¡ كما تم اختيارها لتمثل السعودية كسفيرة للنوايا الحسنة¡ وها هي سمو الأميرة عادلة ابنة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - أكاديمية متخصصة معطاءة في العمل الأكاديمي والخيري فرأست العديد من المشروعات ومنها جمعية الحفاظ على التراث السعودي والمتحف الوطني¡ وتدعم المبادرات البناءة في المجتمع السعودي في مجالات الصحة والمجتمع.
أما أول عداءة وأول مشاركة رياضية سعودية فهي سارة عطار العام 2012 بلندن¡ ثم كاتبة هذه السطور التي اقتحمت مجال المسرح كأول دارسة أكاديمية متخصصة فيهº وغيرهن كثيرات من جيل جعلن من ظهورهن جسراً تعبر عليه الابنة السعودية إلى المستقبل وإلى المعاصرة¡ فتحملن ما لم تتحمله امرأة من معاناة وجلد¡ ومن نظرات من لا يرضى عنه البعض¡ في زمن كان يرى أن مكان المرأة هو ما ينحصر بين البيت والقبر فقطº وهذا تفضلاً إن أقامت فيه هانئة!
واليوم تقيم وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك فهد احتفالاً كبيراً لتكريم قامات فنية وإبداعية من رائدات هذا الوطن عرفاناً وتقديراً لأسمائهن التي ستنقش على جدار الوطن¡ فالتاريخ لا يغفل أحداً ولا يرحم ضالاً ولا يتجاهل معطاءً¡ هذا هو تاريخ الحضارات وهكذا يسطر كل شيء.
إن الوزارة اليوم تحتفي بالمرأة في يومها العالمي لأنها كل يوم تسطر نجاحات تظهر لنا مع كل إنجاز يتحقق وصولاً إلى العطاءات اللافتة والمميزة في المجال الطبي والأكاديمي والهندسي والإبداعي الثقافي والأدبي والإعلامي والفني في عهد خام الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -¡ وهو ما يؤكد دور المرأة السعودية بالمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية وبناء الوطن وصناعة غد مشرق¡ وها هي اليوم تبرز ذلك في حراك ملحوظ يشهده المجتمع بفضل الله ثم بفضل الرؤية السديدة التي وضع بذرتها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز¡ وأكملها قائد هذا الوطن الكريم¡ وأكدتها رؤية 2030 التي عكست ذلك التقدير الحقيقي لها.




http://www.alriyadh.com/1668879]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]