يعرف أهل الاختصاص والمتابعة التنموية الكثير عن مؤشرات الرصد الحضري¡ ولكنها تمر على الكثير منا مرور الكرام. والسبب بكل بساطة أن الغالبية ليسوا من أهل الاختصاص أو لديهم الوقت للبحث والاطلاع على الكثير من المؤشرات التنموية المحلية وفقاً رؤية عالمية.
وتمثل الرياض المدينة ذات المؤشرات العالمية أبرز تلك الملامح للرصد الحضري الذي يمر علينا على عجل ونحتاج التأمل فيه على مهل.. وأقول: «على مهل» إن كان صاحب الرصد يعتبر ساكن المدينة شريكاً في نجاح مؤشرات الرصد¡ والرصد الحضري أقر لمدينة الرياض قبل عدة سنوات وتحديداً في العام 1433هـ¡ ضمن برنامج شراكة بين القطاعات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني التي تمتلك بيانات ترقى للدخول ضمن المؤشرات الحضرية للمدينة.
ولعلنا نقف عند نموذج مهم يتمثل في اختيار مدينة الرياض ضمن (7) مدن على مستوى العالم لتكون أحد مراكز البيانات المحلية لأهداف التنمية المستدامة 2030¡ وذلك بمبادرة من المكتب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة¡ والتي ستوفر نموذجاً للمدن العالمية لمراقبة التقدم نحو أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030م¡ ويضاف إليه بقية المؤشرات السكانية والتنموية وحتى الترفيهية. فمدننا يجب أن تصبح مدن جذب وليس طرد سكاني في الإجازات¡ وهو في اعتقدادي من أهم المؤشرات التي يجب أن تذكرنا بالاستمتاع بما لدينا مثلما نبحث عن ونستمتع بما لدى الآخرين.
أحد الأصدقاء من وجوه المجتمع أشار إليّ ذات يوم بسلوك سعودي غريب¡ يتمثل في البحث عن أفخم وأجمل فنادق عند السفر وعند الوصول يتم البحث فيما لدى الفنادق الأخرى من خدمات¡ فيقول: ينتهي بنا المطاف أننا لا نعرف الاستمتاع بما لدينا من خدمة مشتراة¡ فما بالنا مع مناطق في عروقنا تسري كالدماء. لذا لم يعد يجدي الرصد الحضري لأهل الاختصاص والمتابعين¡ نريد المؤشرات أمام أعيننا على لوحات الطرق لنعيشها مع الأمانات بشكل يومي¡ وعندما نعيش معها الصورة الذهنية والحلم والمؤشر عندها فقط تصبح أغلاطنا الفردية التي تسيء لنظافة مدننا هي عمل مقصود¡ ويجب أن نعاقب فاعله كمواطنين في الاحتساب الحضري¡ وحتى لا تموت فينا الغيرة الحضرية على نظافة مدننا ومؤشرات تميزها عالمياً¡ وكما تأصل فينا ثقافياً أن «الفعل الجميل ينبئ عن علو الهمة».




http://www.alriyadh.com/1669773]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]