العلاقة القوية بين المملكة وأميركا والتي وضع أسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أثمرت عن فوائد كثيرة للوطن من أهمها ما نراه من منشآت وشركات ومستشفيات وجامعات..
حين كانت الحرب الباردة على أشدها بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي انقسمت الدول العربية إلى معسكرين¡ الدول التي تسمي نفسها تقدمية وثورية تحالفت مع الاتحاد السوفييتي¡ وصفقت لها الجماهير وأرضت عواطفها وزرعت لها الأحلام¡ وأوهمتها أنه الطريق إلى امتلاك القوة وتحرير فلسطين¡ أما المملكة ومنذ عهد الملك عبدالعزيز ولقائه بالرئيس روزفلت فقد اختارت التحالف مع الأقوياء¡ وعقدت مع أميركا أفضل الصفقات الاقتصادية والعسكرية والتجارية والسياسية¡ وقد نشطت المكينة الإعلامية للدول العربية التي انحازت إلى الاتحاد السوفييتي في الهجوم على المملكة ووصموها ومعها عدداً من الدول التي لها علاقات قوية مع الغرب بالدول الرجعية¡ وقد أثبتت الأحداث صحة وسلامة موقف المملكة¡ فقد تفكك الاتحاد السوفييتي الذي اعتمد على سباق التسلح على حساب رفاهية الشعب وحريته وقوة اقتصاده¡ أما المعسكر الغربي فقد اهتم بالإنسان ورفاهيته وكرامته وحريته واهتم بالاقتصاد والأبحاث والتطوير وأصبحت الجامعات مصدر غنى وقوة ومنار إشعاع فصمد وازداد قوة.
اليوم يعيد التاريخ نفسه فها هو الحفيد على خطى جده يلتقي بالرئيس الأميركي¡ وبالقوى الفاعلة في واشنطن ومعه ملفات كثيرة من أهمها الملف الاقتصادي وبرامج التحول ورؤية المملكة 2030¡ وملف التعاون المشترك وملف المشروعات المزمع إقامتها¡ وملف السلام في اليمن¡ وضرورة إعادة الاستقرار له¡ ومن أهم الملفات التي يحملها ولي العهد ملف إيران¡ تلك الدولة التي يتحكم في سياستها الداخلية والخارجية حكومة تجاوزها الزمن¡ وتحكم بعقلية ألف عام مضى بحروبه وتناقضاته¡ وتصر على التوسع على حساب الدول العربية وعلى حساب رفاهية شعبها وزيادة فقره ومعاناته.
ما يجري بين المملكة وإيران يشبه إلى حد كبير الحرب الباردة بين الغرب والشرق¡ وإن كان بصورة أصغر¡ وحين ننظر إلى نقاط القوة في كل دولة نجد أن جميع المقارنات بين الدولتين تميل لصالح المملكة التي لديها قيادة شابة وقوية¡ ولديها اقتصاد قوي وجبهة داخلية متماسكة¡ وتقوم بإصلاحات داخلية غير مسبوقة على مستوى المنطقة. بعكس إيران بقيادتها التي تجاوزها الزمن¡ واقتصادها الضعيف بسبب الحصار المفروض عليها والجبهة الداخلية المتذمرة والتي شهدت اضطرابات كبيرة قبل أسابيع تم قمعها بالقوة¡ وعلى وشك الانفجار مرة ثانية وبصورة أقوى. المملكة ستكسب السباق بإذن الله¡ فالمملكة بقيادتها التي جمعت بين حكمة الشيوخ وقوة الشباب وشجاعته حملت معها ملفات كثيرة إلى أقوى دولة في العالم لتصنع معها شراكة تعود على الوطن والمواطنين بفوائد كثيرة من أهمها:
أولاً- صناعة الخدمات تشكل جزءاً مهما من الاقتصاد¡ ذلك أنها تهتم بالخدمات بدلاً من إنتاج السلع كالخدمات الطبية والتعليم والأمن والدفاع والخدمات المصرفية والاتصالات والبيع وخدمة العملاء¡ وهي تمثل أكثر من ثلاثة أرباع الناتج المحلي في الولايات المتحدة¡ وتوفر مثل هذه النسبة من الوظائف¡ والمملكة بتعاونها مع دولة متقدمة مثل الولايات المتحدة تستطيع أن ترتقي بهذه الصناعة وتخلق مئات الألوف من الوظائف¡ ومن الأمثلة على ذلك تطوير نظام الشرطة والمرور¡ حيث لن نوفر المزيد من الوظائف فقط¡ لكن سنخفض من عدد الوفيات والإعاقات سنوياً وآلاف الأسرَّة في المستشفيات¡ وأهم من ذلك كله تحقيق المزيد من الأمن والرقي بسلوك الناس في الشارع إلى المستوى الذي يليق بالمملكة ومكانتها العربية والإسلامية¡ وقس على ذلك تحسين بقية الخدمات من صحة وتعليم وقضاء وغيره.
ثانياً- التقنية هي التي تقود توجه العالم في كل المجالات والولايات المتحدة الأميركية بمراكز أبحاثها وجامعاتها وشركاتها العملاقة تقود العالم في هذا المجال¡ وإيجاد تعاون بينها وبين المملكة سيعطي المملكة فرصة للحاق بركب الدول المتقدمة¡ وعلى سبيل المثال تقوم الصين بشراء نسبة كبيرة من أسهم شركات التقنية والخدمات وبعد سنوات تقوم بنقل مقراتها إلى مدن صينية مثل شنغاهاي وبكين.
العلاقة القوية بين المملكة وأميركا والتي وضع أسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أثمرت عن فوائد كثيرة للوطن من أهمها ما نراه من منشآت وشركات ومستشفيات وجامعات¡ من أهمها شركة أرامكو التي لو قامت المملكة باستنساخ نظامها وطريقتها في تدريب منتسبيها والاهتمام بهم لأصبحت المملكة مثالاً يحتذى على مستوى العالم.
اليوم يجوب الأمير محمد أكثر من ولاية أمريكية يبحث عن الفرص المتاحة ليبني علاقات اقتصادية وسياسية أساسها الفائدة لكلا البلدين وللعالم العربي والإسلامي بشكل عام.




http://www.alriyadh.com/1670535]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]