عندما تحدث صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ــ حفظه الله ــ عن مشروع نيوم¡ قال: «مشروع نيوم موقع ومكان للحالمين». كل إنسان على وجه الأرض لديه حُلم بلا شك¡ لكن عندما يتحدث شخص قيادي وقد أوكل إليه خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ «التنمية والاقتصاد» عن الحلم¡ فهذا معناه خطة عمل طموحة للمستقبل.
ولا تستغرب هذه المعلومة أو النتيجة: (قاسم مشترك ما بين الأشخاص القياديين عبر التاريخ والجغرافيا¡ نقلوا مجتمعاتهم نقلة نوعيةº كان هذا القاسم المشترك: إنهم جعلوا شعوبهم تحلُم.. جعلوها تفكر في المستقبل).
حين سئل الرئيس الماليزي السابق «مهاتير محمد» عن سبب النقلة النوعية التي حدثت في عهده¡ قال: إن تجعل الشعب كله يفكر في المستقبل. والسؤال نفسه وجه لرئيسة إيرلندا السابقة «روبنسون» قالت: إنه شيء واحد.. التعليم.
وأعتقد أن بين التعليم الجيد والتفكير في المستقبل علاقة وثيقةº فإن إحدى الركائز المهمة للتعليم الجيد المنتج هو أن يربى في التلميذ التفكير الإبداعي الطليعي. يذكر العالم المصري «أحمد زويل» السمات الثلاث لجامعة «كالتك» الأميركيةº التي أنجز فيها أعماله¡ وبمقتضاها حصل على جائزة نوبل: السمة الأولى: السماء حدودنا أي لا تحد تطلعاتنا غير السماء¡ وهو تعبير يوجز طريقة تفكير الجامعة ونظرتها إلى الأمور ثم نمط إدارتهاº أما السمة الثانية: فهي حرية اختيار البحوث¡ وهذا تقليد وعرف متبع في جامعة «كالتك» يكون للباحث بمقتضاه كامل الحرية¡ ومن دون ضغوط في الحصول على مصادر تمويل لبحوثه ودراساته أو اتباع الموضة السائدة في البحث العلمي. ثم السمة الثالثة والأخيرة: وهي المناخ العلمي¡ ويتمثل في الدعم بالطلاب والعاملين بالبحث والمواهب والقيم العلمية.
إن تطوير التعليم¡ واستمرار الازدهار الاقتصادي¡ يحتاج أن نساهم في بحوث العالم¡ لا سيما المتصلة بالتكنولوجيا¡ والتي تنقسم إلى ثلاث فئات: التكنولوجيا البسيطة التي تدار بها كثير من شؤون الحياة¡ والتكنولوجيا الابتكارية¡ مثل الإلكترونيات الدقيقة¡ والتكنولوجيا الطليعية التي تعنى بالبحث في المجهول وتمثل استثماراً في المستقبل¡ ولا يمكن لنظم البحث والتطوير أن تكون فعالة إلا إذا غطت الفئتين الأوليين¡ وشاركت بجد في القضايا التي تتناولها الفئة الثالثة.




http://www.alriyadh.com/1670635]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]