بعد أن نصبت إيران خامنئي بابا للطائفة الشيعية سمعت من بعض الكتاب العرب المطالبة بقيادة عربية سنية موحدة تلم شتاتهم. ما يفك الحديد إلا الحديد.
بين فترة وأخرى أشاهد قنوات الإخوان. يعجبني فيهم إصرارهم على الحضور في المشهد السياسي العربي وقوة الأمل بالعودة وتنظيمهم الإعلامي اثناء تبادل الأدوار. محترفون يقرأون المشهد السياسي بعناية ويعيدون قراءته عليك بصورة تخدم برنامج حزبهم. كل حدث من الأحداث يعاد إنتاجه بطريقتهم. التحولات الأخيرة في المشهد السوري والانتخابات في العراق بما يتضمنه ملف هذين المشهدين من حضور طائفي تثير شهيتهم. أي توسع للنفوذ الإيراني فرصة لعودة الإسلام السياسي من بوابة الطائفية الواسع. بقدر ما تسبب إيران من مشاكل وتعقيدات إلا أنها تمثل بالنسبة لهم نعمة هبطت من السماء. المطلوب حسب وجهة نظرهم في هذه اللحظة الحرجة أن ينبثق زعيم سني يمتشق سيفه لتمثيل أصحاب المذهب السني! وكما يقترح أحد كتابهم قبل يومين في إحدى الجرائد المحسوبة علينا مع الأسف¡ عندما يمتشق زعيم سني سيفه لقيادة السنة العرب فسوف يكون البديل داعش. بهذا المنطق الجديد يرومون العودة إلى العمل. يضعون السياسي السني أمام شَـرَّينº إما ايران أو داعش والبديل المدرب الخبير السني المعتدل رهن الإشارة.
كما قالوا في الانتخابات الأولى في مصر بعد سقوط حكم مبارك لن نترشح للانتخابات ولكنهم نسوا وعدهم وقفزوا للسلطة¡ واليوم يرددون لا يشترط أن يكون قائد السنة رجل دين. أي رجل سياسي يستطيع توحيد أهل السنة وإيقاف نزفهم بالطبع. المهم في هذه المرحلة عودة العمل السياسي تحت شعارات دينية وبأهداف دينية.
نسوا أن الشعوب والحكومات العربية ادركت أن الحية الرقطاء لا أمان لها¡ وأن خلط الدين بالسياسة لن يورثنا سوى داعش أو النصرة أو الإخوان أو التكفير والهجرة أو طالبان وتفجيرات في الرياض وفي الكويت وفي القاهرة وفي باريس وفي نيويورك.
عندما تتفرج على صخب إعلام الإخوان ستصل إلى حقيقة واحدة. إذا أردنا التصدي لإيران وهزيمتها بشكل شامل يتوجب القضاء على العلاقة بين السياسة والدين وانتزاع مفهوم الأمة الذي تعيش عليه هذه المنظمات وعلى رأسها الاخوان المسلمون. لا دين مع السياسة ولا سياسية مع الدين.




http://www.alriyadh.com/1673145]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]