بعد موسم غريب بكل تفاصيلة وتقلباته¡ أنهاه الهلال بطلاً لدوري المحترفين السعودي للمرة الـ15 في تاريخه¡ ليصل برصيده البطولى إلى 57 بطولة رسمية وفق سجلات الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم المحدثة مؤخراً¡ وعلى الرغم أن بطولة الدوري هي الأكبر والأهم في كل دولة ومطمع لجميع الفرق لنفسها الطويل¡ إلا أن تحقيقها لهذا العام لم يشبع نهم الجمهور الهلالي الطماع والمعتاد على البطولات الموسمية مثنى وثلاث وأحياناً رباع.
وربما يكون لسيناريو هذا الموسم¡ وخروج الفريق من بطولتي كأس الملك ودوري أبطال آسيا وتفريطه في حسم الدوري باكراً¡ دور كبير في سخط الجمهور الأزرق الذي فرح بالحفاظ على اللقب¡ ولكنها فرحة لم تتجاوز ليلة المباراة¡ ليقينه أن فريقه كبير ويستطيع تحقيق أكثر من بطولة في الموسم الواحد¡ كما أن المشجع الهلالي يعلم أن هناك أخطاء إدارية وفنية عرقلت الفريق بدءاً بخسارة النهائي الآسيوي مروراً بالخروج المفاجئ من كأس الملك وانتهاءً بالخروج من دوري المجموعات الآسيوية.
وعلى الرغم من كل ما حدث من إيجابيات وسلبيات إلا أنه ينبغي للمشجع الهلالي أن يستمتع ببطولة الدوري¡ وألاّ يغفل عن ظروف الإصابات بشكل لم ولن يحدث لأي فريق آخر¡ لأنها جماعية تسببت في غيابات كبيرة بشكل نوعي وكمي¡ ولحسن حظ الهلاليين أن البديل الجاهز¡ كان موجوداً¡ وسار بالفريق لتحقيق اللقب¡ وهذا يحسب للإدارة التي أعدت الفريق لمثل هذه الظروف.
ولأن توارث المجد ثقافة هلالية ترسخت عبر أجياله¡ فإن ما حدث على المستوى الإداري يعتبر درساً رائعاً¡ عندما انتقلت رئاسة النادي من الأمير المميز نواف بن سعد إلى الأسطورة سامي الجابر بسلاسة وتعاون لمصلحة الكيان الكبير ومستقبله.
ولا شك أن على عاتق الجابر مسؤولية كبيرة وتحدٍ أكبر إذ بدأت الأصوات تعلو ما بين معارض ومتهكم ومساند وداعم¡ لذا عليه أن يحسب ألف حساب لكل خطوة يخطوها وتصريح يصرح به وقرار يتخذه¡ وأن يفصل ما بين سامي المدرب وسامي الرئيس الذي يكون دوره أعمق ونظرته أشمل وتعامله ينبغي أن يكون مليئاً بالدبلوماسية¡ وأن يقوم عمله على تحديد الأهداف ووضع الخطط والاستراتيجيات مع تنفيذها بدقة ورويةº لضمان مستقبل ناجح ومشرق للهلال ولرئيسه الجديد.
وأختم أن الجمهور هو رأس مال أي نادٍ¡ والإدارة الذكية هي التي تستطيع أن تخرج أقصى ما لدى هذا الجمهور من دعم لناديها مقابل فوائد ملموسة للجمهور¡ ولعل المؤشرات والبوادر مشجعة جداً للرئيس الجديد إذ أن الدعم الجماهيري وحده تجاوز 39 مليون ريال ما بين دعم بنكي وبرنامج "ادعم ناديك"¡ وهذا رقم غير مسبوق¡ ويحسب في المقال الأول لهيئة الرياضة التي علقت الجرس ليبقى الدور الأكبر على الأندية التي ينبغي أن تتفاعل أكثر مع الجماهير عبر تفعيل مثل هذه المبادرات الناجحة.




http://www.alriyadh.com/1675905]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]