أحد أهم مؤشرات نجاح رؤية المملكة 2030 والبرامج الوطنية المساندة لها هو المواطن¡ ورضاه يعتمد بالدرجة الأولى على ما تقدمه السلطة التنفيذية له من خدمات¡ ومنجزات¡ وتطلعات استشرافية تعكس واقعه¡ وتلبي احتياجاته¡ وتستجيب لطموحه¡ وهو ما يتحقق اليوم بوتيرة متسارعة بين جميع الأجهزة الحكومية¡ وحالة من التنافسية بين المسؤولين غير مسبوقة¡ وشفافية في التعبير عن المشكلات والتحديات التي تستنهض مشاركة الجميع¡ وعملية تحديث مستمرة للأنظمة واللوائح¡ واستخدام فاعل للتقنية¡ وتفاعلية مع رجع الصدى على أكثر من صعيد اتصالي.
الرؤية السعودية غيّرت من أداء وممارسات السلطة التنفيذيةº فلم يعد الهدف هو الإنجاز¡ وإنما ما يسبقه من أهداف واستراتيجيات ومبادرات¡ وما يليه من قياسات ومؤشرات عالمية تحكم عليه¡ ولم يعد تطبيق النظام كافياً بلا تطوير يعكس الواقع الجديد وتحولاته¡ ولم يعد المسؤول في حال ارتهان لما يطلب منه من مبادرات أو ما يقترحه من أفكار¡ وإنما تجاوز ذلك إلى إحداث الفارق بأسرع وقت وأقل تكلفة.
اليوم الأجهزة الحكومية تعمل بطلاقة فكرية نحو الإبداع¡ وتقديم ما هو جديد ومختلف في مواجهة التحديات¡ والتغلب عليها بفعل التقنية¡ والتطبيقات الذكية¡ والمبتكرات العلمية والمهنية¡ والمشاركة المجتمعية¡ والشراكات المحلية والدولية¡ وخلق فرص جديدة للاستثمار¡ والاتجاه نحو الخصخصة كسبيل لتجويد الخدمات¡ وكفاءة الإنفاق¡ وتخفيف الأعباء.
قضية محورية في المجتمع السعودي مثل البطالة تم ابتلاعها بفعل التوطين¡ والعمل الحر¡ وإجراءات تنظيف السوق من العمالة السائبة¡ أو المتستر عليها¡ ورفع التكاليف المادية لإثبات جدوى بقائها¡ وقضية مثل الإسكان أصبح العرض أكثر من الطلب¡ وإعادة التوازن للأسعار المبالغ فيها في وقت مضى¡ ومنح البنوك فرصة للدعم.
أجهزة حكومية خدمية مثل وزارة العدل والبلديات والنقل والإسكان والداخلية والعمل والتجارة تستطيع أن تنجز مهامك بضغطة زر¡ وأخرى مثل الصحة والتعليم تسابق الزمن نحو برامج متقدمة في الخصخصة¡ وهيئات مستقلة وأخرى تابعة تواصل حضورها الفاعل على مستوى المجتمع أهمها الترفيه والرياضة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
حيوية المجتمع بدأت تنهض من داخل مؤسساته¡ وهو الحراك الذي بدأنا نتحول معه من مستهلكين إلى منتجين¡ ومن ناقدين إلى مشاركين¡ ومن انتظار الفرص إلى صناعتها في ريادة الأعمال¡ وكل ذلك بفعل رؤية طموحة أحدثت فارقاً كبيراً في زمن قصير¡ والقادم أجملº لأن ما نملكه من إمكانات لم نستغل منها سوى 10 % كما عبّر عن ذلك صراحة ولي العهد.
الشعب السعودي عظيمº لأنه اقتنع بوعي وسرعة أن ما تقوم بد دولته وسلطتها التنفيذية هو ما يؤمن به¡ ويتطلع إليه¡ ويستحق على ذلك أكثر مما قُدم لهº لأنه باختصار هو مؤشر النجاح الذي وصلنا إليه¡ ونستمر فيه على الدوام.




http://www.alriyadh.com/1676060]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]