«عالم اليوم أغنى بكثير من حيث الكلمات والمفاهيم والإيماءات بما كان عليه عالم الإنسان البدائي¡ وأن استخدامات المستويات المختلفة للغة أكثر تعقيداً بكثير»
(ايتالو كالفينو)

الأدب في مساره مَرّ بمراحل عديدة تبعاً لتطورات الحياة وتقلباتها لكي يكون أداة تعبير الإنسان عن حاجاته الذاتية والنفسية بالقدرات المتوفرة للفرد الذي يعمل على أن يكون في صورة مقنعة على أنه مثَّل حياته¡ وإلى ما توصل إليه اليوم من تقنيات ثقافية مختلفة مما جعل التحديق في المنجزات التي تعكس الثقافات عموماً والأدب منها بفروعه وأهمها المسرح والشعر والرواية والقصة¡ وقد تنوعت بتنوع المناخات التي تنبع منها طبيعياً منطلقة إلى العوالم الأخرى التي تتلقى المنتج وتحاكمه متفاعلة معه كأنه يخصها¡ وتكون الترجمات (المثاقفة) في توسع دائم مع المتحركات والمرتكزات التي تقوم على التتابع في الأخذ والعطاء بين الأمم.
هذا الوقت الذي نحن فيه نتلقى المستجدات في مختلف الاحتياجات الإنسانية ومنها الثقافة المعنية بالأدب وما ينبغى له أن يكون عليه في عند بعض العقول التي تحاول في مغامرات معرفية يجيء الكاتب الإيطالي (إتالو كالفينو) الذي أثرى الأدب الإيطالي والعالمي بعدد من الأعمال الإبداعية مثل قصص وروايات (معبر أعشاش الرتيلاء – الفيكونت المشطور – البارون الجاثم – الفارس غير الموجود) وغيرها من الأعمال الأدبية مقالات ودراسات¡ ومحاضرات¡ ومحاورات¡ وكلها تتسم بالنزعة المعرفية¡ وفي حديث له عن إمكانية أن يكون هناك ما يسمى بالأدب الآلي الذي يعتمد على المنجزات العصرية التي توصلت إلى المخترعات في التواصل عبر الأجهزة الذكية التي تسخدم الآن في مجالات عديدة مهمة كما هو في الشأن الثقافي¡ وتعنى بالعمليات الرياضية مثلاً التي تقوم على قواعد رياضية كونية لا تختلف في أي بيئة¡ وذلك لخضوعها للنظريات العريقة ونتائجها الحاسمة¡ فإنه يمكن أن تكون اللغة -لا أعلم أي لغة- ربما يقصد الإيطالية يمكن أن يعمل عليها مثلما يعمل على الأرقام في عملية التخزين وتكون بعد البرمجة الدقيقة قادرة على أن المُسْتَخْدِمَ يمكن بالعملية هذه أن يخضع الجهاز لما يريد ويشير إلى ذلك «بأن علم اللغة التركيبي الذي ولد ونشأ في حقل مختلف تماماً يميل في الظهور ببساطة تشابه نظرية المعلومات كما وأن علماء اللغة كذلك بدأوا بالحديث بلغة الرموز والرسائل في محاولة منهم لتأسيس (انتروبيا) اللغة على جميع المستويات بما في ذلك ما يتعلق بالأدب» ويعني بذلك العامل الرياضي الذي يعتبر مقياساً للطاقة غير المستفادة في نظام دينامي حراري¡ ويذهب بأن الأجهزة الذكية يمكنها بعد البرمجة وبطريقة استخدام خاصة ستكتب الشعر والقصة حسب البرمجة ويكون الأدب الآلي في مزاحمة مع الأدب الإنساني.
ومهما كانت هذه الفكرة خيالية فهي من المستجدات التي تجذب المتلقى وتدفع به للخيال والتخيل فيما سيكون عليه مثل هذا الأدب.




http://www.alriyadh.com/1688991]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]