نعم نقولها بملء أفواهنا: السعودية أولاً¡ نعم اليوم سعودية جديدة¡ شعارها الوحيد مصالحنا أولى من المجاملات¡ مستقبلنا قبل التضحيات دون مقابل.
منذ أن أطلقت برامج التحول الوطني ومحاور رؤية المملكة 2030 والمراقبون يراهنون على صعوبة التنفيذ وفشل الخطة¡ ويصدحون أنها مجرد حبر على ورق¡ وأحلام لا يمكن تصور حدوثها على أرض الواقع¡ لكن وجود قيادة حازمة وذات رؤية واضحة¡ جعل هذه الرؤية يتوالى تنفيذها واقعاً يلمسه القاصي قبل الداني. ويأتي على رأس ما تحقق التحوّل المؤسسي في تحسين بيئة العمل ورفع كفاءة آليته في الجهات الحكومية¡ وللحق جميعنا لاحظ تغيراً هائلاً ليس فقط على مستوى قيادات تلك المؤسسات الحكومية وحسب¡ بل على المستويات المتتالية¡ فمؤشرات الأداء صارت هي فيصل الحكم عبر نشرها للعموم¡ وبالذات في حسابات التواصل الاجتماعي وجمعها وتحليلها بواسطة المركز الوطني لقياس الأجهزة العامة¡ الذي أمسى بيت خبرة يشار له بالبنان رغم عمره القصير¡ أيضاً تحقيق الأهداف قبل موعدها أضحى ما يتوقعه الجميع من أي مؤسسة حكومية. والأهم هو تقارب تلك الأجهزة الحكومية من بعضها وتجاوز مرحلة العمل على جزر منفصلة كما كان يحدث سابقاً¡ إلى واقع التكامل بين الجهات¡ والتسابق على رفع نسب رضا الخدمات المقدمة للعملاء¡ وما تأسيس وإطلاق مركز «بينة» الذي يجمع مراكز اتصال جهات حكومية عديدة في مركز واحد إلا شاهد متكرر على تغير أسلوب وطريقة إدارة المؤسسات الحكومية.
هذا النجاح الداخلي واكبه تطوّر مفصلي في السياسة الخارجية للمملكة¡ التي أضحت أسرع وأكثر حزماً وحرصاً على تحقيق مصالح المملكة أولاً¡ مع التركيز على تعميق البعد العربي والإسلامي للمملكة كونها القلب النابض للأمة العربية وحاضنة الحرمين الشريفين¡ والمملكة لا تزال أول وأهم مدافع عن القضايا العربية والإسلامية¡ وما نشاط المندوبية الدائمة للمملكة في الأمم المتحدة إلا أكبر شاهد على ذلك¡ أيضاً كونها عضواً في مجموعة العشرين جعل المملكة تنال مزيداً من التقدير والاهتمام الدولي¡ ومحط أنظار زعماء العالم.
نعم بلادنا أولى بخيراتنا ممن يقدمون الجحود على الامتنان¡ نعم شبابنا أولى بفرص العمل ممن ينكرون فضل هذه البلاد. وما تغيّر هيكلة سوق العمل لدينا إلا إرهاص لمعالم هذه المرحلة¡ فتكلفة العامل غير السعودي تتصاعد¡ وشبابنا وفتياتنا يؤكدون كل يوم أنهم الأحق والأقدر بالقيام بكل ما يستلزم الأمر نحو توطين الوظائف ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.
السعودية أولاً ليس مجرد شعار نروج له أو وسم تواصل اجتماعي لابد أن نشارك فيهº إنه شعار مرحلة جديدة¡ تستلزم منا جميعاً التكاتف والتعاون¡ تحتاج منا أن نبذل الجهد بصدق¡ وأن نخلص فيما نعمل¡ وأن نضع مصلحة بلادنا قبل كل شيء¡ فنحن من يحقق شعار السعودية أولاً وليس آخرون.




http://www.alriyadh.com/1689004]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]