مع تزايد الاحتجاجات الشعبية في المحافظات والمدن الإيرانية جراء تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات الأساسية ونقص المياه.. ارتفع سقف مطالب الشعب الإيراني إلى ضرورة العمل على إسقاط نظام ولاية الفقيه ومطالبة الحكومة بالتوقف عن سياساتها العدوانية والتي كلفت المواطن البسيط قوت يومه وتبديد ثروات بلاده في تمويل ودعم المشروعات التخريبية في سورية ولبنان واليمن وغيرها من الدول.
مشاهد إحراق صور الخميني وخامنئي وروحاني وما يصاحبها من هتافات أصبحت مألوفة في شوارع وساحات المدن الإيرانية¡ وبدا وكأن الأمور قد أصبحت خارج سيطرة الأجهزة الأمنية سواء التابعة للحكومة أو تلك المرتبطة مباشرة بالمرشد الأعلى.
المواطن الإيراني كسر قاعدة الصمت التي لازمته طويلاً ووجه أصابع الاتهام مباشرة لنظام الملالي الذي يتحمل المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع الداخلية في البلاد إضافة إلى الشعور بالألم وهو يرى بلاده منبوذة دولياً حيث ينظر إليها الجميع كمصدر للشر والإرهاب العابر للقارات.. فهو يقرأ ويشاهد ما تعج به وسائل الإعلام الدولية من أنباء وتقارير عن تحول سفارات بلاده في الخارج إلى مراكز لصناعة الإرهاب وتصفية المعارضين والخصوم.
وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي مطلوب للعدالة في الأرجنتين لضلوعه في عمل إرهابي هناك.. ودبلوماسي تم اعتقاله في ألمانيا.. وآخر طلبت النمسا رفع الحصانة الدبلوماسية عنه.. واتهامات رسمية وجهت لزميلهما في باريس على خلفية عمليات تجسس والتخطيط لمؤامرة إرهابية تستهدف دولاً أوروبية.. أخبار كثيرة جعلت من حامل أي جواز سفر إيراني محل شك وارتياب في المطارات والموانئ الدولية حتى يثبت العكس¡ وهو ما جعل أبناء الشعب الإيراني يفقدون الأمل تماماً في أي تغيير للنهج السياسي الذي اختار خامنئي المضي قدماً فيه.
مع تزايد اقتراب غرق سفينة المرشد بدأت دوائر وشخصيات سياسية واجتماعية كانت تدور في فلكه في التبرؤ من أفعاله¡ وبدأت في مجاراة الشعب الإيراني من خلال انتقاد سياسات النظام¡ ومطالبته بالاستجابة لصوت المواطن وإحداث التغيير الذي يدعو له في محاولة لتخفيف الاحتقان الشعبي على خامنئي من خلال تحميل الحكومة المسؤولية كاملة من جهة¡ وضمان بقاء النظام أو بقائها -على أقل تقدير- في المشهد السياسي بعد رحيل هذا النظام بصفتها قوى وطنية انحازت للشعب.
حالة الارتباك التي يعيشها نظام الولي الفقيه مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات والغضب الشعبي تبشر بشروق قريب لشمس إيران الحرة وعودة البلاد إلى شعبها بعد أن اختطفها على مدى أربعة عقود نظام فاشي دمر البلاد ونشر الطائفية وحول شعبه إلى طبقات يتم تصنيفها وفق رضا المرشد والطاعة العمياء لأوامره.




http://www.alriyadh.com/1692795]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]