تاريخيا منذ عقود من الزمن والمملكة العربية السعودية تعتبر «مركز» استقرار النفط في العالم¡ ماذا نعني باستقرار العالم¡ هذا يقصد به بكل بساطة¡ توفر النفط في الأسواق وعدم ارتفاعه على المستهلكين في العالم¡ وتحافظ المملكة على توازن أسعاره¡ فالمملكة ومن بدون مبالغة تعتبر «البنك المركزي للنفط في العالم» هذه ليست عاطفة ولا ميول لوطني فقط الذي نفخر به¡ ولكنه الواقع¡ وبقيادة هذه البلاد وكل ملوك المملكة حتى الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-¡ وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان¡ والمملكة تعمل على «توازن السوق» والتوازن يعني «توفر معروض بأسعار متوازنة» فالمملكة عملت على هذا الاتجاه لأنها أكبر منتج نفط بالعالم على الإطلاق وقدرتها تصل 12¡5 مليون برميل يوميا¡ وتعمل على حماية الأسعار من خلال منظمة الأوبك بتوازن المعروض¡ وإذا شح النفط في العالم لأسباب كثيرة «حظر¡ قلة الاستثمارات في القطاع» تأتي المملكة لتغطي هذه الفجوة في المعروض¡ والمملكة تنتج اليوم ما يقارب 10¡7 ملايين برميل وهو أقرب أعلى مستوى إنتاج ومازالت تملك القدرة إلى 12¡5 مليون برميل¡ وبسبب انخفاضات الاستثمار بالنفط خلال الأعوام المقبلة بما يقارب مليون برميل¡ سيكون بمقدور المملكة¡ وحدها تغطية هذه الفجوة¡ فالعبرة ليست بتوفر النفط بقدر الاستثمار به واستخراجه وهو ما لم يحدث للآن¡ والمملكة تملك هذه القدرة.
يجب أن نفخر «كسعوديين» بقدرات بلادنا¡ وبالتخطيط البعيد المدى للدولة ممثلة بوزارة البترول وشركة أرامكو¡ فقد استثمرت مبالغ طائلة في رفع إنتاج النفط¡ وهو الآن يؤتي ثماره وجدواه ولله الحمد¡ ولكي ندرك لنضع مقارنة بين يونيو 2016 صدرت المملكة 7¡5 ملايين برميل بأسعار كانت 45 دولار وحصيلة شهرية 10 مليار دولار¡ مقارنة بيونيو 2018 صدرت المملكة مايقارب 7¡8 مليون برميل ومعدل سعري يقترب من 73 دولارا وبحصيلة شهرية 17 مليار دولار¡ وهذا يعني ارتفاع مايقارب 70 % بنفس الإنتاج¡ وهذا يعزز سياسة الدولة للمدى البعيد والطويل¡ وهذا ما تجنيه المملكة¡ بسياسية حصيفة متمكنة تفتخر بها¡ في ظل عالم اليوم تقلص وانخفض الاستثمارات في النفط¡ رغم ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي فأميركا تستهلك يوميا 20¡4 مليون برميل وتستورد أميركا من النفط في 2018 ما يقارب 6 ملايين برميل وكانت العام 2008 تستورد 10 ملايين والصين تضاعف استيرادها إلى ضعفين بما يقارب 9¡6 ملايين برميل¡ العالم لا يملك طاقة إنتاجية فائضة إلا بالمملكة اليوم بما يقارب 2 مليون جاهزة¡ سياسة حكيمة ترفع التقدير والاحترام والفخر بكل ما تعني الكلمة من معنى لهذه البلاد وقيادتها.




http://www.alriyadh.com/1690721]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]