بأي حق تمنح الفيفا حقوق بث كأس العالم لقناة واحدة لتقوم باحتكاره وحرمان ملايين العرب من المتعة الكروية الخالية من التسييس والاستغلال الذي يتنافى مع الروح الرياضية التي تمثلها هذه اللعبة الشعبية¿
لماذا يتاح للمشاهدين في كل دول العالم متابعة مباريات الكأس الأهم بمقابل رمزي أو مجاني فيما ندفع نحن مبالغ مجحفة قد تعادل راتب شهر كامل لموظف بسيط في معظم بلادنا العربية¿
هذا هو الواقع الذي فرضه المال القطري والفساد الذي ما زالت تعاني منه الفيفا التي تسعى الآن بضغط من قناة بي إن سبورت لملاحقة القنوات التي سعت لكسر هذا الاحتكار المقيت وإن بطريقة غير مشروعة.
لست أدافع هنا عن القرصنة ولست مؤيداً لها وهذا ما ينسجم مع موقف المملكة التي كانت واضحة في رفضها لتلك الادعاءات التي أطلقتها الدوحة بشأن الوقوف وراء الجهة التي قامت بقرصنة بث القناة القطرية.
ها هي بي إن سبورت وكل قنوات الجزيرة ومن دار في فلكها من صحف ومواقع إلكترونية تعمل على تضخيم هذه القضية واستغلالها سياسياً للإساءة لبلادنا وكأنها دولة مارقة لا تحكّم القانون ولا تراعي الأنظمة الدولية كما يفعل مالكوها.
أمر غير مستغرب بل وطبيعي لما اعتدناه من النظام القطري من مواقف سابقة أثبتت حقداً متأصلاً وغيرة مرضية لكل ما نمثله من مكانة¡ هذا ما أثبتته تلك القنوات التي تبث سمومها من الدوحة حتى الرياضية منها كشفت الواقع الصريح لهذا العداء من خلال التطرق إلى قضايا سعودية محلية كما حدث بعد هزيمة المنتخب في المباراة الافتتاحية في مونديال روسيا.
الأزمة أكبر من قرصنة أو سرقة بث¡ إذ إنها تتعلق بالجهة التي منحت الحق لمجموعة واحدة أن تحتكر البث في كل الدول العربية من المحيط للخليج ولسنوات مقبلة دون أن يكون لتلك الدول الحق في المشاركة في أي منافسة للحصول على حقوق البث داخل أراضيها.
بنغلاديش¡ ملدوفا¡ البهاماس¡ جزر فارو ¡ كوسوفو¡ حتى إمارة ليختنشتاين التي لا تزيد مساحتها عن 160 كليو متر مربع وعدد سكانها لا يتجاوز 35 ألف نسمة تمتلك حق مشاهدة كأس العالم من قبل مزودين محليين دون وصاية خارجية من مجموعة استغلالية واحدة¡ فلماذا نقبل نحن بذلك¿
للأسف بدأ مفهوم الاحتكار في منطقتنا¡ عندما بيعت حقوق البث في البدايات للجزيرة القطرية الرياضية التي اتضح في الأخير أنها (جزيرة ) فقط¡ دون أن تكون رياضية البتة.




http://www.alriyadh.com/1692843]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]