للإرهاب أنماط مختلفة تصب كلها في بوتقة واحدة نهاية الأمر¡ فليس كل الإرهاب مصاحباً بعمل عسكري¡ فهناك الجريمة المنظمة العابرة للحدود القومية¡ الإرهاب برعاية الدول¡ الإرهاب ذو الميول القومية¡ الإرهاب الأيديولوجي¡ الإرهاب السياسي¡ والإرهاب الإعلامي الذي يدعو إلى ثقافة العنف وتكفير الآخر.
قطر على الرغم من صغر حيزها الجغرافي وهزالة رؤيتها السياسية قامت بكل أنواع الإرهاب تلك عبر الدعم المباشر¡ أو عبر وسطاء. وما قضية "مليار الإرهاب" إلا غيض من فيض تاريخ طويل من السياسات غير المتزنة التي بالتأكيد لا تصب في مصلحة قطر ولا القطريين¡ ورغم أن تاريخ قطر لا يعتبر طويلاً لحداثة الدولة إلا أن حكامها الحاليين كتبوا فصولاً منه لا يمكن إلا أن تكون الأسوأ في تاريخها عبر انتهاجهم سياسات تؤخر ولا تقدم¡ فهم قد انتهجوا سياسة تسخير "المال السياسي" في أمور لا ناقة لهم فيها ولا جمل من أجل إثبات الوجود¡ حيث ترسخت لديهم عقدتا الحيز الجغرافي والتاريخ المتواضع¡ فكان لا بد لهم من التصرف بطريقة تثبت عكس الواقع¡ فكان أن سقطوا رهينة مبادئ وأفكار ليست منهم¡ ولا تعكس واقعهم¡ بل هي "مستوردة"¡ فكان أن ألبسوها رداءً أوقعهم في شر أعمالهم.
ليس عيباً أن تكون دولة صغيرة تبحث عن موقع متقدم في المنظومة الدولية¡ ولكن العيب أن تحاول تلك الدولة عكس واقعها بتسخير إمكاناتها بأكملها من أجل البحث عن مكان أكبر من حجمها الجغرافي والسياسي.




http://www.alriyadh.com/1693618]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]