يمكن أن نشبه ما يجري في تويتر بما يجري في مدرج ملعب أو حراج¡ تندلع فجأة مضاربة في إحدى المدرجات فيخرج كل مشجع بقصة عن المضاربة¡ الكثير شاهد المضاربة ولكن القليل جداً من يعرف السبب ومن المخطئ وما الذي حدث بعد ذلك.
يصور أحدهم مضاربة بين شخصين ويلقي بها في تويتر بعد أن يضع عليها تعليقاً قد يكون معبراً عن الحال أو تخميناً من عنده أو موقفاً يريد أن يروج له. المتلقي لن يختلف عن المرسل¡ سينظر للمقطع من وجهة نظره ثم يعلق عليه بما يظنه أو يريده.**لا يمكن أن تأخذ حقيقة من جهة غير منضبطة وغير مسؤولة¡ من يرى أن تويتر مصدر خبر أو مصدر رأي كمن يرى أن الحراج أو مدرج الملعب مصدر من مصادر المعرفة.
الرأي والخبر جزء من قيم الناس لا يمكن أن تكون الفوضى إحدى منصاته¡ التمجيد الذي يسبغ على السوشل ميديا يعود إلى إحساس الناس بتوفر آلية يفشون فيها غلهم¡ هذا ما أدركته الحكومة البريطانية منذ زمن بعيد. خصصت الحكومة البريطانية ركناً في حديقة الهايد بارك يفش فيها الناس خلقهم بأقصى ما يستطيعون¡ بل ذهبت أبعد بأن استأجرت عدداً من الثرثارين بالوقوف في هذا الركن ونقد الحكومة بأشنع أنواع النقد تشجيعاً لكل من يريد أن يفش غله أن يأتي إلى هذا الركن¡ فتحول ركن الخطباء في النهاية إلى مادة للتسلية ومعلم من المعالم السياحية فقط¡ بعد خمس سنوات سيتحول تويتر وغيرها من السوشل ميديا إلى مثل هذا¡ مع أني أشك أن يستمر خمس سنوات. كلنا يتذكر المنتديات (الساحات والمنتدى الليبرالي والندوة) وغيرها¡ ظن كثير من الناس أن المنتديات تلك هي مستقبل الإعلام ولم تلبث أن اختفت دون أن يعلم باختفائها أحد.
أتوقع لتويتر عدة مصائر¡ بعد أن تهدأ الضجة والزفة التي أحيط بها سيعرف الناس أن هذه المنصة لا يمكن أن تكون مصدر معرفة أو مصدر رأي أو أي شكل من أشكال اليقين¡ أما أن ينطفئ وتهجره الناس أو أن يتحول إلى (مفششة) **خلق كركن الخطباء في لندن لا يأخذه الناس بجدية¡ أو أن**يتحول إلى بديل للوتس أب ولكن على نطاق أوسع¡ تتشكل فيه مجموعات ليس بالضرورة أن يعرف أعضاؤها بعضهم البعض¡ يلتقون على اهتمام أو هدف واحد. الذين يتوقعون أن تحل السوشل ميديا محل الإعلام التقليدي كالصحف والقنوات التلفزيونية كمن يتوقع أن تحل مدرجات الكورة محل مدرجات الجامعة.




http://www.alriyadh.com/1693601]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]