في مسلسل "أوركيديا" 2017 المبني على صراع ممالك ما قبل الميلاد¡ هي مملكة أوركيديا وآشوريا وسمارا¡ تظهر منذ الحلقة الأولى¡ العرافة كاف - مي سكاف¡ فتطلق أسجاع كهانتها في السوق تنادي شاباً برفقة امرأة ورجل - طريد مملكة أوركيديا- لتنذره بالنبوءة "احذر هذه المرأة ستكون ملكاً وابنها قاتلك".
تختفي العرافة بعد الحلقة الثالثة عشرة¡ وتتبدى نبوءتها حتى النهاية بأن الشاب سيقتل خاله الذي سيعيش حالة عصابية حتى مماته¡ لكن بيد من¿ - لن أحرق المسلسل لمن لم يره -.
إن اختفاء العرافة مثيل اختفاء سكاف حين غادرتنا في منزلها¡ لنزيف في الدماغ جراء مرض جيني نادر يدعى مويا مويا "moyamoya" يعيق تدفق الدم بالمخ. فقد اكتشفت ذلك في تشخيص طبي العام 2009 بمشفى الأسد الجامعي بدمشق.
هذه الجموح انطلقت في العقد الأخير من القرن العشرين¡ حين كانت تدرس الأدب الفرنسي في جامعة دمشق¡ ومن على مسرح المركز الثقافي الفرنسي التقطها المخرج ماهر كدو لتكون في فيلم "صهيل الجهات" 1991¡ ثم فيلم "صعود المطر" 1995 لعبداللطيف عبدالحميد¡ وتنبه إليها المخرج هيثم المالح فألحقها بفريق مسلسل "أسرار الشاشة" 1995 الذي دفع بها من المخرج بسام الملا¡ إلى دور تيما في المسلسل التاريخي "العبابيد" عن الملكة زنوبيا "240 - 274م".
تنوعت الأعمال بين التاريخي والاجتماعي والعجائبي - يسمى فانتازيا - والسياسي - معظمها مخصصة للحركة الصهيونية والإرهاب العالمي-¡ وتألق الأداء المنهجي¡ في كل تعابيرها وحركاتها الجسدية¡ وهذا ملمح من مدارس التمثيل السورية¡ التي تعد جزءاً من مثيلتها العربية.
شاركت في تلك الأعمال العجائبية¡ التي أطلقها في الدراما السورية المؤلف الفلسطيني هاني السعدي¡ منذ "غضب الصحراء" 1989 ومواطنه طارق عثمان في الكويت¡ أطلق "الغرباء" 1982¡ وتألقت في أكثر من دور فيها¡ "رمح النار" 1999 و"الفوارس" 1999¡ و"البواسل" 2000¡ وختمتها بمسلسل "أوركيديا" الذي يعد منعطفاً في الدراما العجائبية العربية.
تمكنت سكاف أن تمهر أدوارها خصوصية الأداء في زرقاء اليمامة¡ مسلسل "آخر أيام اليمامة" 2005 ومثيله دور هند بنت عتبة¡ في مسلسل "عمر" 2012 بروحها وأدائها المميزين حتى دور العرافة كاف. إنه تمثيل بالألم كله.
هذا الجسد السكافي دراما المريض بدمه¡ ثارت سورية بدمائها¡ فاعتقلت مرتين يوليو 2011 ومايو 2013 رحلت عبر الأردن إلى باريس المنفى.
تاريخ الجسد مرض ثم ثارت مي ولم تهدأ.




http://www.alriyadh.com/1696104]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]