كنّا نتحدث أنا وأخي (نبيل) في موضوعات شتى تتناول الثقافة والسياحة وحال العالم العربي¡ وذهبنا كل مذهب بأحاديث متفرقة¡ وتحدثنا عن هذا الوطن العظيم¡ وكما هي العادة فلا بد من لمس بعض السلبيات والحديث عنها¡ وعن مجتمعنا الذي لم يحقق طموحاتنا التي تواكب هذا التغيير الهائل الذي نتلمس آثاره ونتابع نتائجه.
قلت له: أنا لدي إيمان عميق بأن الفكر الوظيفي السابق لن يحقق التسارع المطلوب الذي تتطلبه الرؤية وتسعى لتحقيقه¡ البركة في الشباب وخصوصا الذين يملكون فكراً وتجربة متقدمة في التقنية الحديثة.
قال لي وصوته مليء بالحسرة والمحبة لهذا الوطن: إن هناك المئات من المؤهلين خارج الخدمة إن صح التعبير¡ ومن شبه المستحيل أن يتابع مسؤول كبير كل التفاصيل.
قلت له: أظن أن أول المهمات التأكيد بشفافية التوظيف دون النظر إلى القرابة أو المعرفة المسبقة¡ لأننا بهذه الكيفية نعيد فكرة (الفكر الوظيفي)¡ وتدويره مرة أخرى¡ ومن ثم ننطلق إلى العالم الذي تريده الرؤية وتؤكد عليه¡ إلا أنه يمثل نقصاً واضحاً.
الرؤية وضعت لتلافي الأخطاء المسبقة¡ والتي لم تنجز أعمالاً تليق بوطن مثل هذا الوطن¡ وبناءً على كل المعطيات والخير الذي يتدفق ليخلق فرصاً هائلةً للمواطن.
قال أخي: أنا أوافقك الرأي في كل ما ذهبت إليه¡ ولكن لازال هناك من يتحين الفرصة تلو الأخرى ليبتلع مركزاً لا يستحقه¡ إضافة إلى وظائف متعددة سابقة.
وهذا يذكرني بطرفة شعبية تميل إلى المبالغة لأن هناك من هم على هذه الشاكلة من التفكير¡ وتميل في الوقت نفسه إلى الاقتناع بأن كل شيء يمكن شراؤه وإضفاء بعد مضحك وبائس في الوقت نفسه.
القصة أن شابا يستعجل المجد والشهرة ولكنه لايستطيع صنعها¡ هذا الشاب دلف إلى متجر يبيع كل ما يتعلق بالرياضة.
وسأله البائع عن رغبته¡ أجاب أرغب في شراء حذاء لكرة القدم¡ وأردف: شريطة أن يكون «حذاء هجوم».
تمكن البائع من كتم ضحكته¡ وقال له: الهجوم والدفاع والإبداع في مخيلة الإنسان¡ وليس في الحذاء.
ضحكت أنا وأخي طويلاً¡ لكن لم نستبعد مثل هذا النمط من التفكير.
وسلامتكم..




http://www.alriyadh.com/1698725]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]