قصة وطننا قصة تروى وتتناقلها الأجيال جيلاً بعد الجيل¡ هي قصة بدأت ومازالت فصولها تكتب¡ قصة نعيشها ونحب سماعها وروايتها كونها تذكرنا بماضينا¡ ونعيش فيها حاضرنا¡ ونستشرف من خلالها مستقبلنا¡ فمن منا لا يحب الوطن الذي جعلنا نرفع رؤوسنا عالياً بين الأمم¡ وكلنا عز وفخر بانتمائنا له.
في الذكرى الثامنة والثمانين لإعلان توحيد وطننا الغالي تحت راية العز لابد لنا أن نعترف أن بناء وطننا المستمر منذ تاريخ التوحيد وحتى يومنا هذا لم يكن بالسهولة التي نروي بها تلك الملحمة التاريخية¡ فإنجازنا لم يضع للوقت اعتباراً¡ بل اختصر مسافاته اختصاراً¡ قل مثيله إن لم يندر¡ فمن مرحلة التأسيس إلى يومنا الحاضر تعتبر فترة قصيرة جداً في عمر الأمم لتحقيق الإنجاز بإعجاز¡ فكل الدول التي بلغت مرحلة من التقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي أخذت من الوقت الشيء الكثير لتحقق ما وصلت إليه¡ ومرت بمراحل متعددة وظروف صعبة وحراك اجتماعي كاد أن يعصف بها¡ في وطننا تجاوزنا كل الصعاب ولله الحمد والمنة¡ وقهرنا كل الظروف والعقبات واتجهنا صوب الإنجاز المقرون بالإصرار والعزيمة والحب الكبير لوطننا¡ حب توارثته الأجيال وستورّثه لما بعدها من أجيال¡ فالمسافة بين كيف كنا¡ وكيف أصبحنا¡ مليئة بالأحداث الجسام التي تشكل ذاكرة الوطن وتعيش حاضره¡ وتزوّد مستقبله بوقود الحب والبذل والعطاء والإخلاص في العمل¡ فهذا الوطن هو منا ونحن منه¡ أعطانا الشيء الكثير ولايزال¡ منحنا الأمن والأمان والرخاء والاستقرار فلابد لنا أن نعطيه ونفديه كما فداه الآباء والأجداد وإخواننا في الحد الجنوبي الذين قدّموا ولايزالون يقدمون أرواحهم فداءً للذود عن حياض الوطن¡ والذين ندعوا لهم بالرحمة وللمصابين بالشفاء العاجل¡ وليس لنا إلا أن نحذو حذوهم في الدفاع عن وطننا كل في مجاله¡ وأن نواصل البناء والإخلاص في العمل¡ فوطننا يستحق الكثير والكثير والكثير جداً لنقدمه¡ لنبادله حباً بحب وعطاءً بعطاء.




http://www.alriyadh.com/1705853]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]