على ضفاف نهر الورد يرغد في ظلال جفنها نسمات الربيع المسترسلة من هضباتها الشامخة المستوحاة من عبق الزمان¡ ذلك الزمان الذي سطر ألف حكاية عن أروع قصة خلدها التاريخ¡ إنه المجد الآتي من رسالات الشموخ والصمود يسجل حب الأرض وعشق التراب ذلك الوطن الذي ننتمي إليه¡ وإليه يضمنا بعطفه وحنانه.
هل لكَ أن تتخيل حين تكون بعيداً عن موطنكَ سوف ترى سماءً غير تلك السماء التي ولدت تحت ظلالِها¡ والنور المنبعث الذي تسير فيه لا يرشدك كما أرشدكَ نور وطنك¡ وإن صفاء الشمس هي بعد مختلفة عن شمس بلادك¡ وإن كنت تناجي القمر لا يسمع نداءك كما سمعك ذلك القمر الساكن في ظلال بلادِ سمائك.
في غربتك سوف تجد كل شيءٍ مختلفاً¡ فلا تلك النخيل هي النخيل ولا العصافير حتى¡ إنها أشباهٌ وأمثال خدعتك عيونكَ¡ ولكن في القلبِ مستقرٌ ينبض على وقعه الحنين إلى تلك الطبيعة التي استقرت في وطنك الأم. فكم من تائهٍ بعيداً عن موطنه لا يجد الدفء والحنين حتى لو كان يملك المستحيل¡ لا الراحة ولا الطمأنينة سوى في ظلال وطنه الذي ولد فيه وترعرع.
ففي هذه الأرض الطيبة المباركة نحتفل كل عام بيومٍ جمع شتاتنا واختلافاتنا تحت سقفٍ واحد ألا وهو الوطن. فالوطن ليس كلمة نرددها وإنما هو منظومة متكاملة ننافح عنها ونعمل من أجلها وننميها بالتعاون والحكمة. فيجب أن نكمل ما انتهى إليه آباؤنا وأجدادنا¡ وأن نكرس مفهوم الوطنية بالعمل المشتركº ليكون هذا الوطن دوماً شامخاً بسواعدنا¡ لنحمل للعالم شعلة النور والسلام.
رسالتي إليك أيها الجندي المرابط على حدودنا¡ أزف إليك البشرى بيومنا المجيد¡ فغداً ستحمل لنا النور والشموع مهاتفاً لنا بالنصر المبين.
فحينما يعتليكَ النسيان تذكر أنك إنسان مجد هذا الكيان¡ وعندما تكون في أرضٍ تعمل من أجلها اعلم أنها رباطكَ المقدس تذود عن حياضه وتصد الغزاة وتكسر جيوشهم وأنوفهم¡ ويولون الأدبار مخضعين أذلاء غير مسافحين.
فهذا هو الوطن¡ الذي أنت أحد مكوناته الرئيسة والفعلية¡ فلا تظن أنك بعيداً عنه ولا تظن أنكَ غير مسؤول¡ فالكل هنا سائلٌ ومسؤول. وإن جادلوك عليه فقل إني له خير معين. فلا يغرنكَ تقلبات الأنفس حين ترى هذه الوجوه والرؤوس المتدحرجة نحو الهلاكº بعد أن خُيل إليها أنها الحق فوق رؤوس الأشهاد¡ هي لا تعلو ولا يعلو عليها سوى الباطل¡ إن الباطل كان مدحوراً.




http://www.alriyadh.com/1705918]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]