يوم 23 سبتمبر.. يوم كل السعوديين يأتي هذا العام وهو زاهٍ وباذخ بالبهاء.. يأتي بعد 88 عاماً من الوحدة والخير والنماء.. يأتي وجميعنا قيادة وشعباً.. نتطلع دائماً وأبداً للقادم الأجمل.
تواصلت معي إحدى المجلات من أجل المشاركة في تحقيق موسع للاحتفال في اليوم الوطني كان محور الأسئلة يدور عن احتفالي هذا العام الذي يجب أن يكون¿ وكيف¿ ومتى¿ وما طرق احتفالي¿ وغيرها من الأسئلة والسبب الرئيس كما طلب مني بالتحقيق التعبير عنه بعد صدور جملة القرارات خلال الثلاث السنوات السابقة والخاصة بتمكين المرأة وحصولها على الكثير من حقوقها وبالأخص القرار التاريخي (السماح للمرأة بقيادة السيارة) والذي كان في 24 يونيو 2018م.
هنا استوقفني هذا التحقيق لذا أحببت أن أكتب وأقول فيه إن حب الوطن لا يجب أن يكون حباً مشروطاً.. فتزداد جرعات المشاعر والأحاسيس له حين نحصل على امتيازات أو حقوق أو مزايا.
لماذا تتحول العلاقة بين المواطن والوطن إلى جملة من الحقوق يجب الحصول عليها¿ ونتناسى جملة الواجبات التي لم ولن نستطيع أداءها للوطن.
يعرف الكثيرون ممن عاشوا لسنوات وما زالوا يعيشون وأقصد بالكثيرين أولئك المواطنون الذين سافروا لعدد من الأسباب واستقروا في الخارج أنه مهما كانت الصورة الخارجية والمظاهر والبريق الذي نراه في العيش على أراضي بعيدة عن الوطن لا يعدو أن يكون بريقاً يخفت مع أول مواجهة مع النفس في أنك مهما حصلت على حقوق في تلك الأراضي ما هي إلا حقوق لن تطفئ لهيب الشوق ولن تقرب مسافات البعد عن ثراء الوطن.
أما أولئك الجاحدون والمتلونون الذين يكيلون سياط غضبهم على أوطانهم وهويتهم وجذورهم وتاريخهم هم ممن فقد العمق وضاعت عنهم المعاني الحقيقة لقيم الانتماء.
يجزم ويؤكد ويصر أغلب المهاجرين إذا لم يكن جميعهم على أن أرض الوطن لا توازيها أرض وأن حب الوطن لا يوازيه حب¡ وأن حياة الغربة والبعد عن الجذور والأهل والماضي الذي عاشوا فيه هو من أصعب ما واجهوه في حياتهم. (حتى الأجيال التي تأتي بعد الجيل الأول ممن اغتربوا ويفترض بهم أن يكونوا من مواليد تلك الدول لكن الجذور والهوية والتاريخ من الصعب تعويضه بكل أموال العالم).
طوبى لكل من سعى في سبيل رفعة وسمو هذا الوطن الأبي الكريم ولكل من بذل الغالي والنفيس لخدمة شعبه الطيب.. وكل عام ووطني أجمل وطن.




http://www.alriyadh.com/1706287]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]