ما يدعم الإنسان ويعزز التواصل الاجتماعي والدوليº هي الأخلاق¡ فهي مبدأ لكل شيء فهي بداية الطريق لخلق منظومة متكاملة تعزز البناء وتؤطر العلاقات بالمحبة والاحترام.
ولا غرو فهي السبيل الوحيد لنجاح كل الحوارات سواء على صعيد التقاء الحضارات أو الأديان أو الثقافات.
فالأخلاق تعني لك الاحترام المتبادل بينك وبين الآخر.
إن الأخلاق عمل ضروري لبناء سياسة دبلوماسية متينة وقوية بين الدول¡ وهي الحصن القائم لتجنب الحروب والتوترات السياسية. فهي تؤصل كل الجوانب الإيجابية وهي بدورها تجعل الأمور طبيعية¡ بل تجعل التقاء الثقافات جسراً للتواصل والتعارف ومنها التعايش لردم الاختلافات.
والاعتذار هو الموقف والواجهة الذي يدل على الأخلاق السياسية¡ ويدل أيضاً على نجاح واستمرار الدبلوماسية بين بلدٍ وآخر. وهذا ما حققته جمهورية ألمانيا الاتحادية المسارعة والمبادرة للاعتذار للمملكة على ما بدر منها في سوء الفهم لسياسة المملكة الداخلي¡ حيث إن ألمانيا أدركت صعوبة الموقف الذي بدر منها.
فعبرت عن أملِها أن يعود السفير السعودي إلى بلادها بشكلٍ عاجل. فهذه النية الصادقة لا تدل على أخلاق السياسة الألمانية وحسب¡ وإنما لها دلالات على عمق العلاقات الاستراتيجية بينها وبين المملكة فهي تدرك كامل الإدراكº أن السعودية لها مكانة في المنطقة مختلفة عن الكثير من الدول فهي قائدة الأمة العربية والإسلامية بما تحتضن بطبيعتها الحرمين الشريفين. فمكة والمدينة لهما رمزية وقدسية لأكثر من مليار ونصف المليار من سكان العالم¡ وعلى هذا لا تريد ألمانيا الصدام لكي لا تخسر مكانتها العالميةº خاصة أن لها ثقل أوروبي وأنها تشترك مع السعودية بمجموعة دول العشرين.
وليس هذا وحسب فجميع الدول الأوروبية وليس ألمانيا وحدها يدركون ما تواجه المملكة بحربها ضد الإرهاب. فباتت بلادنا القوة الأولى لصد التطرف العالمي وأنها الوحيدة القادرة على المواجهة والتصدي للإرهاب بأدواتها الخاصة. وبهذا تحمي العالم وتكافح بثقافتها وفكرها¡ فقوة السلاح دوماً لا تأتي بنتيجة حتمية وربما يتضاعف الإرهاب العالمي.
فالإرهاب فكر متشدد ويجب التصدي له بالفكر المضاد وهذه الميزة لا تحملها الدول. فالاعتدال الذي تنتهجه السعودية بدينها وعروبتها هو لب الأخلاق وجوهرها في كل سياساتها سواء الداخلية أو الخارجية.
وهنا انتهي بمقولة تولستوي (إن الشر لا يقتل الشر كما النار لا تطفئ النار) وهنا دلالة على أن الأخلاق هي القيمة المثلى لردع الشر.




http://www.alriyadh.com/1707537]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]