من المؤكد أن لكل سياسة رجالاً¡ ولكنّ السياسة المتينة ثابتة¡ ومسيّريها¡ وصانعيها متغيرون.. في أميركا سياسة¡ وفي السياسة أميركا لا يمكن لأحد تجاهل ذلك¡ أو المكابرة.
حيث إن واقع أميركا يتجاوز كونها دولة عظمى إلى أن تكون المحرك النشط لكثير من سياسات وساسات العالم.. وقدرتها على التأثير أكبر من أي اعتبارات تحليلية بسيطة بل كل ذلك معقد.. ويفوق الحسابات المقدرة بين التهويل والتهوين.
أميركا دولة مصالح هذا أمر آخر مؤكد¡ ودولة متغيرات¡ وتغيرات¡ وتغييرات.. وبالرغم من ذلك فإن الدول الأخرى ترسم مصالحها أيضاً¡.. وكلٌ يمد أمنياته بحسب قدراته¡ وإمكاناته¡ وأدواته¡ ومقوماته السياسية¡ ومراكز القوة فيه¡ ونقاط التأثير عنده.
لذلك فقضايا الرئاسة الأميركية هي وجبة ساخنة ودسمة لكل منصات ومحطات الإعلام للنقاش والحوار¡ والتكهن حولها.. حيث يجد البعض أن سياسة أميركا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأشخاص¡ والأسماء.. وقد يكون في ذلك نزر يسير من الصحةº لأن العمق السياسي هناك مبني على سير عمليات¡ ومعالم محددة¡ وخطوط عريضة¡ وأصول معروفة فتترك بعض التفاصيل¡ والتفريعات.. أما الفسيفساء والخطابات للحراك الإعلامي.. وتوجيه الرؤى¡ وجذب الاتجاهات.
لذلك فبعض الدول التي ربطت علاقاتها بتفاصيل سياسية مؤقتة بلا وعي ولا عمق استراتيجي¡ وثقت أمرها بأشخاص وأسماء في الرئاسة فستكون اليوم داعمة لكل جهود عابثة لإسقاط الرئيس الذي تجده لا يتواءم مع مصالحها.. بالأخص إيران الإرهاب وتنظيماتها الإرهابية وأذنابها التي تحاول تحريك البؤر الأوروبية ذات المصالح.. وتعقد معها صفقات مشبوهة لتحريك موضوع التشكيك بالرئيس الأميركي الذي يجد حملة تستهدف النيل منه وسحب كرسي الرئاسة من تحته.
والمملكة منذ عشرات السنين بنت علاقاتها مع السياسة الأميركية التي مثلتها أسماء كبيرة ومتنوعة المشارب في تاريخ الرئاسة الأميركية¡ ولم تبن علاقاتها مع الأشخاص بذاتهمº لأن المملكة دولة تملك سياسة الثبات¡ وثبات السياسة التي تحقق مصالحها¡ لذا فبناء علاقاتها متوازن وعميق حيث يكون مع السياسة ذاتها ومفاصلها¡ وباستقطاب شخصي مبني على المصداقية¡ والتعامل بواقع¡ وبتفاهم واعٍ مع محركي السياسة وعلى رأسهم الرئيس الأميركي.. وحتى إن مرت العلاقات السياسية بعثرات¡ أو عدم انسجام وقتي في بعض الأمور إلا أن الأساس متين¡ وكل طرف يتفهم قيمة الطرف الآخر لديه¡ ويستوعب مدى تأثيره لذا تكون عودة التناغم سريعة جداً.
ويبقى القول: المملكة بتأثيرها¡ وعمقها¡ ومكانتها¡ وقوتها.. مثّلها طرح سمو ولي العهد الواعي في مقابلته¡ المملكة تملك فكراً استراتيجياً عالياً يشكّل بعداً سياسياً مهماً تفهمه كل دول العالم وتعيه جيداً¡ فواقعنا اليوم بقيادة الحزم يجعلنا في دائرة الفعل الصارم¡ ورد الفعل الحازم¡ لذا لن نتأثر - بمنة الله وحوله - بأي متغيرات عبثية¡ أو مستجدات عشوائية¡ ولدينا بفضل الله ما يغمرنا بالثبات والاطمئنان.




http://www.alriyadh.com/1709908]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]