مع بدء تطبيق الشريحة الثانية من العقوبات الأميركية على النظام الإيراني غداً الاثنين تكون إدارة الرئيس دونالد ترمب قد أوفت بوعدها بتصحيح الخطأ الكارثي الذي ارتكبه سلفه باراك أوباما بالتوقيع على تلك الصيغة الهشة للاتفاق النووي مع إيران.
المرحلة الجديدة من العقوبات التي وصفت بأنها الأقوى في التاريخ تعني منع جميع الدول والشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال واصلت شراء النفط الإيراني والتعامل مع المصارف الإيرانية¡ وهو الإجراء الذي من شأنه حرمان نظام الملالي من عائدات استخدمها في صناعة الموت ونشر الدمار في العالم بدلاً من توجيهها لمشروعات التنمية في بلاده وإنقاذ اقتصاده المنهار الأمر الذي انعكس سلباً على المجتمع الإيراني الذي يرزح نحو 60 بالمئة من أفراده تحت خط الفقر.
كما هو متوقع وقُبيل موعد سريان العقوبات الجديدة تسابقت دول أوروبية إلى رمي مشاعل الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان خلف أظهرها¡ وسارعت إلى التنديد بالعقوبات الأميركية التي تحرم شركاتها من عائدات تلك الصفقات التي قدمتها إيران مكافأة لها على بلائها في إقناع أوباما على التوقيع على اتفاق يمنح طهران الضوء الأخضر لمواصلة خططها التوسعية للهيمنة على المنطقة ومشروعاتها لتمويل الإرهاب وتطوير قدراتها العسكرية.
ما يحدث حالياً على الساحة الدولية من تجاذبات بين اللاعبين الرئيسين قد يفسر ذلك السلوك الأوروبي الغريب الذي ترافقه حالة هياج في أوساط الديموقراطيين داخل الكونغرس الأميركي تجاه المملكة¡ حيث يرى أولئك أن الضغط على الرئيس دونالد ترمب يبدأ من الرياض¡ وأن خير وسيلة للدفاع عن إيران هي الهجوم على المملكة.
هذا التفسير قد يكون منطقياً خاصة عندما نقرأ بهدوء تلك اللغة المتشنجة الصادرة من عواصم وشخصيات سياسية أوروبية وأميركية التي ألقت باللوم على المملكة وصولاً إلى المطالبة بفرض عقوبات عليها بعد حادثة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول¡ مستبقة في حملاتها السياسية والإعلامية المنظمة حتى نتائج التحقيقات التي أعلنت المملكة البدء فيها والتزامها بكشف الحقيقة¡ وعزمها على محاسبة كافة المتورطين فيها.
السقطة الأخلاقية التي وقعت فيها هذه الأطراف تتجاوز حدود المعقول فلم يكن أحد يتخيل أن المصالح التجارية تنسي من نصّبوا أنفسهم رعاةً للديموقراطية ومدافعين عن حقوق الإنسان في العالم تلك السلسلة الطويلة من جرائم النظام الإيراني في حق البشرية.




http://www.alriyadh.com/1715119]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]