الخطاب السنوي الملكي تحت قبة مجلس الشورى يأتي هذا العام على واقع متغيرات متسارعة دولياً¡ ومشروعات تنموية داخلياً¡ وما بينهما مواطن أثبت علاقته المتجذرة بأرضه وقيادته¡ حيث تمثّل السياسة السعودية المتوازنة بين المبادئ والمصالح عنواناً لذلك الخطاب¡ ومحوراً مهماً في تشكيل حراكه على كافة المستويات¡ وذلك لما تمثله المملكة من مكانة وتقدير عالمي¡ وعلاقات مؤثرة تجاوزت محيطها العربي والإقليمي¡ ودور إنساني في إغاثة الملهوفين¡ إلى جانب ثقلها الإسلامي في رعاية شؤون الحرمين والعناية بهما.
السياسة السعودية الخارجية التي يعبّر عنها الملك سلمان تنطلق من مبدأ تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم¡ وتفضيل الحلول السلمية في مواجهة الأحداث والأزمات¡ والتصدي للإرهاب فكراً وممارسة¡ وقطع الطريق على مشروعات التدخل في شؤون الدول الداخلية¡ وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين شعوب العالم¡ وفي جانب السياسة الداخلية تركّز المملكة في عهد الملك سلمان على تعزيز أمن الوطن ووحدته¡ والتمسك بالوسطية والاعتدال منهجاً¡ ومكافحة الفساد بكافة أشكاله¡ وزيادة مشاركة المواطنين والمواطنات في التنمية الوطنية¡ ودعم مشاركة القطاع الخاص في تحقيق رؤية المملكة 2030.
أهم ما يميّز السياسة السعودية داخلياً وخارجياً ثقتها بالمواطن¡ والاعتماد عليه في مهمة النهوض إلى ما يحلم فيه¡ ويطمح إليه¡ حيث جعلت منه محوراً للتنمية¡ وأساساً للتحول¡ وقيمة مضافة في مواصلة حصد النجاح والتميز¡ وهو ما ترك أثراً عالياً من حفاوة الدولة وتقديرها من أن هناك مواطناً عظيماً يستحق أن يكون في المكان الذي يليق به عالمياً¡ كذلك ما يميّز تلك السياسة تناغم وانسجام السلطات الثلاث في المملكة (التشريعية¡ والتنفيذية¡ والقضائية) في الوصول إلى الأهداف المطلوبة بأسرع وقت وأقل تكلفة¡ والاحتفاظ بمشروعية كل سلطة وصلاحيتها ومهماتها في التوافق العام مع بقية السلطات.
كما أن الإعلام (السلطة الرابعة) والجمهور على تعدد منصات التعبير وحسابات التواصلº كانا أيضاً في مهمة توافق وانسجام في تحقيق سياسات المملكة الداخلية والخارجية¡ فالإعلام والجمهور السعودي نجحا معاً في مهمة التصدي لكل من يحاول التسلل بأفكاره الهدامة¡ أو سلوكه المشين في الإساءة إلى المملكة¡ أو إثارة صفها الواحد¡ أو تأزيم مواطنيها¡ وهو شعور يُظهر عن مدى الوعي الشعبي في حراسة أمن وسلامة الوطن¡ والدفاع عن قيادته.
إن النجاحات التشريعية المميزة التي ينجزها مجلس الشورى كل عام¡ والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي يساهم في دراستها وتقييمها¡ فضلاً عن مقترحات أعضائه في تبني توصيات حول أنظمة وقضايا واحتياجات مجتمعيةº كل ذلك يؤدي إلى تحويل تلك السياسات إلى وثيقة عمل ينخرط فيها أعضاء المجلس في دراستها وتبنيها والتصويت عليها.




http://www.alriyadh.com/1718929]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]