كشفت النيابة العامة السعودية في مؤتمرها الأخير كل جوانب الملابسات والحقائق والوقائع في قضية جمال خاشقجي رحمه الله¡ لتتجلى الحقيقة بعيداً عن التكهنات والتسريبات والتأويلات والفبركات المنسوجة بخيوط التحريض السياسي والخبث الشيطاني¡ التي تناولها الإعلامان الإقليمي والدولي¡ في حملة تشويه هيستيرية ممنهجة وغير مسبوقة ضد المملكة وقيادتها¡ فالنيابة قطعت بشفافيتها الطريق على المتربصين والمتصيدين في الماء العكر من الأعداء والمرتزقة ممن جندوا أنفسهم بكل خسة ودناءة لتسييس القضية¡ والتأثير في مسار تحقيقاتها العدليةº لتتواءم مع أهدافهم الخبيثة¡ التي تحقق أهداف أجندتهم القذرة¡ التي لم تعد خافية على أحد¡ فهم في واقعهم لا يبحثون عن عدالة اجتماعية¡ أو انتصار لزميلهم المقتول بقدر بحثهم عن سهام مسمومة¡ يرمون بها السعودية وقيادتهاº لتحقيق انتصارات رخيصة¡ لا تليق إلا بسقط القوم.
لقد قامت القيادة السعودية بشفافيتها المعهودة وعدالتها القائمة بإغلاق جانب كبير من ملف هذه القضية¡ فمنذ علمها بحقيقة التضليل الذي قام به أفراد هذه المجموعة¡ قامت من فورها بفتح التحقيقات اللازمة¡ واتخاذ كل الإجراءات النيابية والقضائية لتقديم المتهمين إلى العدالة دون النظر إلى حساسية مناصبهم الكبرى في الدولة¡ فالأمر هنا عدالة¡ ولا يتعلق بأخطاء وتجاوزات إدارية¡ بل بجريمة في حق السعودية وحق مواطن سعودي مهما اختلفنا معه¡ وما ردة فعل القيادة والشعب السعودي حول رفض مثل هذه التصرفات اللا إنسانية¡ التي تجاوزت في بشاعتها كل الأعراف الاجتماعية والدينية إلا تأكيد على ثوابت المملكة الراسخة¡ حيث باشرت الجهات الرسمية في تطبيق العدالة¡ واستكمال التحقيقات مع المتهمينº لكشف مزيد من خفايا هذه الجريمة النكراء¡ وإدانة من ثبت في حقهم الجرم الواقع في الجريمة وإحالتهم إلى القضاء العادل.
إلا أن ما حدث في هذه القضية تحديداً وبعيداً عن مجريات وسير تحقيقات القضية¡ التي أصبحت في أيدٍ أمينة اليوم¡ يؤكد لنا أن السعودية مستهدفة¡ وتواجه أعداء مشروعها ورؤيتها المستقبلية في المنطقة¡ ممن يرون في هذه الرؤية تهديدا مباشراً لمشروعاتهم التوسعية وأحلامهم الواهمة¡ لهذا حاول هؤلاء شيطنة وتسييس القضية¡ وإخراجها عن مسارها¡ والعمل بكامل جهودهم على إبعاد المملكة عن المشهد العام¡ وتعطيل مشروعها الحيوي¡ الذي سيجعل منها المركز الأكبر في الشرق الأوسط لجذب الاستثمارات الخارجية¡ والوجهة الأولى لرجال الأعمال في العالم¡ لهذا فإن استهداف المملكة لن يتوقف عند قضية خاشقجي¡ فهي بالنسبة لهم ليست أكثر من روح بشرية يتاجرون بها لتحقيق مصالحهم¡ وسيستمرون في هذا الاستهداف الوضيع طالما أن السعودية تسير في الاتجاه الصحيح..




http://www.alriyadh.com/1718936]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]